شادي أديب سلامة.. وجوه طفولية في خمسين أيقونة

شادي أديب سلامة.. وجوه طفولية في خمسين أيقونة

16 يونيو 2022
من المعرض
+ الخط -

يرسم شادي أديب سلامة في معرضه الجديد "القمر وحكايات أخرى" وجوهاً كروية الشكل بملامح بسيطة جدّاً وتكوين يميل إلى الفطرية، ضمن مشهديات متعدّدة اختارها لشخصياته التي رسمها تلعب وتعزف الموسيقى وتستمتع بالحياة.

المعرض الذي افتُتح في "غاليري الباب سليم بالقاهرة الإثنين الماضي ويتواصل حتى مساء بعد غدٍ الجمعة، يتّكئ على تجارب سابقة للفنان التشكيلي المصري (1980) تركّز على مفاهيمية الفن في تعامله مع الأشكال والعناصر التي يستلهمها من التراث غالباً.

في اللوحات الجديدة ثمّة اقتراب من الفن القبطي بما يحتويه من أيقونات يشكّل الوجه بؤرة مركزية فيها، مع منحها قداسة تتناسب مع طبيعة الشخصيات المرسومة، لكنّ سلامة يذهب بأيقوناته إلى مساحات عفوية أو إنسانية مع إبقاء تلك الهالة التي تحيل هنا إلى منطقة الحلم والبهجة والفرح.

الصورة
من المعرض
من المعرض

وجوه لنساء ورجال ناضجين لكنّها تأخذ تعبيرات طفولية متقصّدة تبدو شديدة الانفعال والتعلّق بالألعاب والأشياء من حولها، منهكمة في أفعالها البسيطة تلهو بها، التي تعبّر عن حالات تخيَّلها الفنان في فترات جائجة كوورنا، وقدّمها في خمسين عملاً.

سلامة الذي تخرّج من كلية التربية الفنية في "جامعة القاهرة"، نال درجة الماجستير بأطروحة حول الأيقونات القبطية، وهو يجمع بين التدريس الأكاديمي وبين الممارسة الفنية من خلال معارضه التي أقامها، وتدور معظمها في ثيمة معينة تتصل بانتقال المعرفة عبر وسائط كتابة وفنية.

في معرضه "معارف مجرّدة" "(2019)، كان قد اختار ثيمة الكتاب للإشارة إلى فكرة الصيرورة اللانهائية للمعرفة البشرية، والذي طالما كان ملهماً ومحركاً لعواطف البشر وإبداعاتهم على اختلافها وتنوعها. وللفنانين دور في مسيرة هذا الابتكار، وهو الذي ابتكر خطوطه، ونسق هيئته وزينه بالرسوم.

أمّا في معرضه الحالي، فيستعير القمر الذي قدّمه ككرة أو دائرة، كإحالة إلى أكثر الأشكال الهندسية مثالية في الفلسفة القديمة والحديثة، معتمداً في التكوينات "على التشخيص بطريقة المحاکاة البسيطة شكلاً، وهي معالجة تتّسم بالوحدة ليظهر الشكل الإنساني محمّلاً بالسمات الخاصة بثقافات الحكايات الشعبية"، بحسب ما كتبته الناقدة التشكيلية سوزان شكري.

قسّم سلامة لوحاته الى خمس مجموعات: مجموعة الأسرة، ومجموعة المركب، ومجموعة الملاك، ومجموعة الموسيقين، ومجموعة الوحدة، وفي كلّ واحدة منها ثمة مشهد أو موقف تقوم به الشخصية المرسومة من أفعال الحياة اليومية الاعتيادية أو تتفاعل مع الطبيعة أو الموسيقى أو تتأمّل عزلتها.

المساهمون