"سيرك" لجواد الأسدي.. حروب اليأس والعتمة

08 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 16:09 (توقيت القدس)
من العرض (إدارة المهرجان)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- مسرحية "سيرك" لجواد الأسدي تُسقط على واقع البلدان العربية التي تعاني من صراعات داخلية وانهيار المؤسسات، حيث تدور أحداثها في سيرك متهدم بعد حرب دامية، وتبرز شراكة رمزية بين الإنسان والحيوان كإسقاط على الحروب والوحشية.

- الشخصيات في المسرحية تعكس العجز والتنازل عن الكرامة أمام السلطة القهرية، مثل شخصية كميلة التي تواجه ضغوطاً من ضابط فاسد، وزوجها ريمون الذي يرمز للإنسان المقهور.

- الإضاءة القاتمة تعكس الأجواء المأساوية، ويؤكد الأسدي على أهمية المسرح التجريبي في تقديم رسالة وعي، مشيراً إلى راحته في إخراج نصوصه الخاصة لتقديم رؤية متكاملة.

يحيل عنوان مسرحية "سيرك" لـ جواد الأسدي إلى دلالات متعدّدة، فروّاد السيرك يستمتعون بأفعال بهلوانية أو ألعاب الخفة التي تنزاح عن الواقع، وصنّاعه هم رحّالة لا يستقرون في مكان. في العرض، الذي قدّم منذ أيام ضمن فعاليات الدورة الـ 32 من مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، اختار المخرج العراقي سيركاً متهدماً في إسقاط على حال بلدان عربية عدّة تعيش صراعات داخلية وانهيار للحكم والمؤسسات.

العرض تدور أحداثه حول فرضية وجود سيرك تهدمت واجهته الجنوبية إثر حرب دامية أطاحت الممثلين الذين كانوا يلعبون أدوارهم أمام جمهور يقف منتظراً عند شباك التذاكر، ومن خلال مضمون فانتازي، يقدم العرض ملامح شراكة بين الإنسان والحيوان في إطار رمزي، كإسقاط على الحروب والأعمال الوحشية التي شهدها العالم أخيراً.

يشير مخرج العمل ومؤلفه العراقي جواد الأسدي، في تصريح خاص لـ"العربي الجديد"، إلى أن فكرة العرض تبحث في الصراع بين السلطة من جانب وبين المجتمعات العربية بشكل عام من جانب آخر حيث تحاول هذه المجتمعات البحث عن هويتها وحريتها، موضحاً أن "العمل لا يتطرق إلى دولة عربية بعينها بل لم نسمها لأن معاناتنا مشتركة وقهرنا واحد".

شخصيات عاجزة تتنازل عن كرامتها ومبادئها أمام سلطة قاهرة

الفنانة العراقية شذى سالم قدمت شخصية كميلة، تلك الزوجة المقهورة المتزوجة من صاحب السيرك، والتي يراودها أحد الضباط الفاسدين عن نفسها، ويحاول استدراجها لمنزله، فيما يجسد شخصية زوجها ريمون، الفنان علاء قحطان، وهي شخصية ترمز للإنسان المقهور الذي يضطر للتخلي عن مبادئه وكرامته أمام القوة القاهرة، ممثلاً بذلك الضعف أمام الخوف والاضطهاد.

من ضمن شخوص العمل المقهورة أيضاً شخصية الفنان علاء شرجي، حيث قدم الكاتب الروائي الذي تملّكته مشاعر اليأس وهو يرى تحولات المدينة من حوله، كما يزداد شعوره بالعجز حين يفشل في الدفاع عن زوجة صاحب السيرك، التي كانت حبيبته في مرحلة المراهقة.

وعن الإضاءة القاتمة التي سيطرت في أثناء العرض، يرى الأسدي أنها تقدم دوراً مثل أي ممثل على خشبة المسرح، فهي تعكس أجواء قصة مأساوية حزينة مؤلمة حتى يجد المشاهد نفسه منغمساً فيها.

وعن ضرورة تقديم عروض تجريبية عربية، قال الأسدي، إن "المسرح العربي لا بد أن يكون له هدف ورسالة وعي بأي شكل من الأشكال، والمسرح التجريبي يقدم ذلك، والأمر لا يتعلق بإيرادات العرض فقط في شباك التذاكر فهناك ما هو أبعد وأهم من ذلك كثيراً".

من جهة أخرى، بيّن الأسدي أن إخراجه لنص من تأليفه يريحه بشكل أكبر لأنه يعطيه مساحة من الحرية في العمل تجعله يستوعب جوانب الشخصيات التي يقدمها لأنه هو الذي كتبها، ويدرك جيداً أبعادها النفسية والاجتماعية وهو ما ينعكس على رؤيته في الإضافة والتعديل على النص أثناء الإخراج وعدم التزامه بالشكل الذي يعيقه.

يُذكر أن مسرحية "سيرك" من إنتاج وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية – دائرة السينما والمسرح، والفرقة الوطنية للتمثيل.

المساهمون