سيترا ساسميتا.. تاريخ النساء في إندونيسيا

26 يناير 2025
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يُفتتح معرض "إلى أرض أبدية" للفنانة الإندونيسية سيترا ساسميتا في مركز باربيكان بلندن، ويستمر حتى 21 أبريل، ويضم رسومات وتركيبات نحتيّة وأعمال تطريز مستوحاة من ثقافة جزيرة بالي، حيث تسعى ساسميتا لكسر الهيمنة الذكورية في الفن التقليدي.
- تستعيد ساسميتا تجارب نساء تعرضن للقمع وأخريات حظين بالتمجيد، وتفكك سرديات الاستعمار الهولندي، مع التركيز على المقاومة النسائية للنظام الأبوي وهيمنة المستعمر.
- تتعاون ساسميتا مع حرفيات في غرب بالي لتسليط الضوء على الحرف التقليدية، وتقدم ماندالا مصنوعة من الكركم للتأمل، بمرافقة موسيقى من تأليف الملحن الإندونيسي آغا براديتيا يوغاسوارا.

يُفتتح الخميس المقبل في "مركز باربيكان" بلندن معرض الفنانة الإندونيسية سيترا ساسميتا تحت عنوان "إلى أرض أبدية"، والذي يتواصل حتى الحادي والعشرين من نيسان/ إبريل المُقبل.

يضم المعرض رسومات وتركيبات نحتيّة وأعمال تطريز مستمّدة موضوعاتها من ثقافة جزيرة بالي بإندونيسيا، حيث وُلدت وعاشت ساسميتا التي درست الأدب والفيزياء، ثم عملت كرسّامة قصص قصيرة لصحيفة "بالي بوست" قبل أن تتعلّم الفنّ، وتتدرب على تقنية الرسم التقليدية الإندونيسية المسماة "كاماسان"؛ وهي ممارسة يعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر.

وتوظّف الفنّانة هذه التقنية التي كان يمارسها الرجال حصرياً في بالي من أجل تصوير الملاحم الهندوسية، ديانة غالبية سكّان الجزيرة، عبر مزج حجر أكسيد الحديد بُنّي اللون، والكالسيوم من العظام وأوراق نبات النيلة الزرقاء مع الكربون أو الحبر للون الأسود لرسم الطقوس والشعائر المقدّسة، حيث تسعى إلى كسر الهيمنة الذكورية على هذا الفنّ، وكذلك إظهار دور النساء في تاريخ بالي وإندونيسيا عموماً والذي يتم تهميشه عادة.

تستعيد ساسميتا تجارب نساء تعرّضن للقمع وأُخريات حظين بالتمجيد

وتستعيد ساسميتا تجارب نساء تعرّضن للقمع وأُخريات حظينَ بالتمجيد، من أجل تكريس نماذج بارزة كان لها أدوار أساسية في مجتمعاتها، وفي الوقت نفسه تفكّك سرديات الاستعمار الهولندي الذي احتلّ إندونيسيا نحو ثلاثمئة وخمسين عاماً، وكرّس أفكاراً تتعلّق ببدائية سكّانها وجهلهم وفقرهم.

تعكس الأعمال المعروضة المقاومة النسائية للنظام الأبوي وهيمنة المستعمِر في آن، من خلال تصوير النساء في حالة تحوّل ضمن عقيدة التناسُخ الموجودة في فلسفات شرق آسيا، حيث يبدأ الجوهر غير المادّي للكائن الحيّ حياةً جديدة في شكل مادّي أو جسد مختلف بعد موته البيولوجي، حيث تتحوّل نساء ساسميتا إلى أشجار أو أرواح طيور، وتنبعث منها هالات ملتهبة بينما يسكبن الماء والدم.

تُشبه التركيبات النحتيّة ضريحاً مُحاطاً بضفائر طويلة من الشعر، في حين تُشير اللوحات إلى جلد الثعبان المستعمل في طقوس التضحية لدى الهندوس، كما تتدلى المنسوجات من السقف مثل الأعلام، باعتبارها بوابات رمزية إلى عالم آخر؛ العالم الذي أبدعته الفنّانة كائنات هجينة من النباتات والنساء اللاتي يتمتّعنَ بمعرفة عميقة في المداواة بالأعشاب. 

وفي الوقت نفسه، قامت ساسميتا بصُنع هذه الأعمال بالتعاون مع حِرفيات في غرب بالي، في محاولة لتسليط الضوء على حِرف تقليدية معرّضة للاندثار في المستقبل، وفي القسم الأخير من المعرض تظهر ماندالا (الدائرة في الفلسفات البوذية والهندوسية التي تشير إلى العالم العُلوي)، مصنوعة من الكُركم المطحون من جلّ دعوة الزائر للتأمّل، بمرافقة موسيقى من تأليف المُلحّن الإندونيسي آغا براديتيا يوغاسوارا.

يُذكر أن سيترا ساسميتا تُركّز في أعمالها على تفكيك الصّور النمطية عن المرأة الإندونيسية، وشاركت في معارض عدّة أُقيمت في ألمانيا وكندا وأستراليا والبرازيل وتايلند والسعودية والإمارات ونيبال.
 

المساهمون