سورية.. أية تحدّيات يواجهها "اتحاد الكتّاب العرب"؟

12 ابريل 2025
من داخل إحدى مكتبات دمشق، 2021 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تم تشكيل مجلس لتسيير أعمال "اتحاد الكتّاب العرب" في سوريا برئاسة محمد طه العثمان وعضوية ثمانية كتّاب، بهدف تنظيم عمل الاتحاد وفروعه في المحافظات، وسط انتقادات من بعض الكتّاب والمثقفين.

- أوضح العثمان أن التشكيل جاء بتوافق بين هيئات ثقافية سورية، وليس تعييناً، مع السعي للوصول إلى انتخابات شفافة تبدأ بالفروع وتنتهي بالمكتب التنفيذي في دمشق.

- جمال الشوفي أكد أن الهدف هو تحقيق توازن دون دمج الهيئات، مع التركيز على جمع الكتّاب بعيداً عن الأيديولوجيات السياسية، واستعادة الكتّاب السوريين حول العالم.

بعد أربعة أشهر على سقوط نظام الأسد، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، صدر عن "الأمانة العامة للشؤون السياسية" في دمشق قرارٌ بتشكيل مجلسٍ لتسيير أعمال "اتحاد الكتّاب العرب" في سورية، مُنيطاً بهذا المجلس مهام عمل الاتحاد وفروعه في المحافظات السورية، على أن يتولّى رئاسته الكاتب محمد طه العثمان، ويشغل عضويته ثمانية كُتّاب، هُم: محمد منصور، وفدوى العبّود، وجمال الشوفي، ومحمد سعيد العتيق، ومروة حلاوة، ومحمد صارم، ومحمود عسّاف، وحسن عبد الكريم.

ولم يلبث القرار أن أُعلِن حتى أثار معه انتقاداتٍ أطلقها طيفٌ مختلف من الكُتّاب والمثقّفين السوريّين والمهتمّين في الشأن العام. وضمن هذا الإطار، تواصلت "العربي الجديد" مع رئيس مجلس تسيير الأعمال محمد طه العثمان، الذي أوضح أنّ "الأمر ليس تعييناً كما يبدو، بل توافق بين عدّة هيئات ثقافية سورية في الداخل والخارج، واشتُغل عليه لأكثر من شهر ونصف، بناءً على لقاءات أولى مع 'اتحاد الكتّاب العرب' انطلاقاً من سؤال: ما هي آلية التغيير القانونية والمُرضية للجميع؟ لكن بعد أن اقتربنا من الوصول إلى صيغة تُرضي الجميع، فوجئنا بأن المكتب التنفيذي، وهو هيئة من هيئات الاتحاد وليس كلّه، رفض طروحاتنا في اللحظات الأخيرة". 

وأضاف العثمان: "تمثَّلَ طرحُنا في أن تُرشِّحَ كلُّ مجموعة اسمين، ويُصار إلى إعلان لجنة تسيير أعمال، وبالفعل للاتحاد اسمان موجودان في المجلس اليوم، وبالتالي كنّا بحاجة لجهة تُوقّع القرار وتوثّق التزام الطرفين به، ومن هنا كانت 'الأمانة العامة للشؤون السياسية' بوصفها جهةً رسمية وحكومية قادرة على تولّي ذلك، خاصة أنّ هدفنا، في نهاية المطاف، الوصول بأسرع وقت لمرحلة تكون فيها الانتخابات مُمكنة وشفّافة تبدأ بالفروع وتنتهي بالمكتب التنفيذي في دمشق".

محمد طه العثمان: الأمر ليس تعييناً كما يبدو، بل توافق عدّة هيئات ثقافية

كذلك تحدّثت "العربي الجديد" مع عضو مجلس تسيير الأعمال جمال الشوفي، حيث بيّن أنّ "ما جرى هو صيغة توافقية لتشكيل لجنة مشتركة تُحقّق التوازن حتى لا يتم دمج أي هيئة بأُخرى، وخلال هذا لم يلجأ أحد على الإطلاق للسلطة تحت شعارات الشرعية الثورية، لكنّنا واجهنا عقبة إدارية في الحاجة إلى جهة تُقرّ ما اتفقنا عليه، وفي المستقبل قد تتغيّر صيغة هذا القرار، على اعتبار أن الاتحاد هو جهة نقابية لكن لا يتبع بوضوح لأي وزارة، وبالتالي نحن أمام قرار إداري وليس سياسياً".

وتابع الشوفي حديثه إلى "العربي الجديد": "لا يُمكننا أن ننسى أن آليات الانتساب للاتحاد القديم ظلّت خاضعة لصيغة سلطوية بعثية، وعليه نحن لسنا في وارد إدخال أيّ كان إلى اتحاد الكتّاب السوريين اليوم. بل علينا العمل على صيغة لجمع الكتّاب والأدباء بعيداً عن الأيديولوجيات السياسية، وإرساء شروط ثقافة مستقلّة. ومهمّ جداً أن نحاول استعادة الكتّاب السوريين حول العالم إلى الداخل، ونرى طريقة لتنظيم معرض للكتاب في دمشق، وإعادة فتح مقرّات لدُور النشر العربية في سورية، ورفع الرقابة الأمنية عن صدور الكتب. فضلاً عن أنّ مهمّتنا ككتّاب، اليوم، هي تلطيف الأجواء العامة الناجمة عن التشنّج السياسي الذي نشهده، والاتجاه صوب الحوار وترسيخ ثقافة النقد".

المساهمون