زهير بهنام بردى.. شاعرٌ حدّثنا عن الشمس ورحل

زهير بهنام بردى.. شاعرٌ حدّثنا عن الشمس ورحل

27 ابريل 2022
زهير بهنام بردى (1951 - 2022)
+ الخط -

نعَت أمسِ الثلاثاء الأوساط الأدبيّة العراقية الشاعر والكاتب زهير بهنام بردى، الذي رحل في بغداد، عن عُمر يناهز 71 عاماً، وذلك بعد أقلّ من شهر على رحيل الشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر (1942 - 2022)، الأمر الذي يبعث على التأمّل بجيل عزّز انتماؤه إلى الحداثة تجربةَ روّاد التفعيلة من قبله، سواء على مستوى الشكل أم المضمون.

وُلِد بردى عام 1951 في بلدة بخديدا التابعة لمحافظة نينوى، وشغل عدداً من الوظائف في حياتِه، منها عضوية "اتحاد الكُتّاب والأدباء السّريان"، و"اتحاد الأدباء والكُتّاب العرب"، كما تحصّل على جوائز شعرية مختلفة؛ مثل "شمشا" العراقيّة عام 2009، وجائزة "ناجي نعمان" اللبنانية، عام 2019.      

تصادَت سيرة الأسطورة في أعمال الشاعر الرّاحل. إنّه التقليد الأثير الذي ظلّ يشدّ إليه الشعراء جيلاً بعد جيل، وكأنّ الصلابة التي شهدها العالم مع أفكار النصف الثاني من القرن العشرين، علاوة على أحداثه التاريخيّة والسياسيّة، هي الدافع وراء تلك النزوعات السحريّة أو الخلاصيّة، وهذا ما تبدّى في مجموعته الشعرية "غداً يكون الوقت قد فات" (1996).

من ناحية ثانية، فإنّ تمَام التمثيل الحداثيّ في شعره برز عبر الملامح الإيروسيّة التي انبعثت في مثول الجَسد بوصفه سؤالاً محفّزاً. يقول في مجموعته "نشيد الجسد في اليوم الثالث عشر": "يانعاً كنتُ أخرج من حِكمة البَحر/ وذاكرتي تفيضُ بالأناشيد/ شيءٌ من ارتعاشِ كاهن/ ينحني تمجيداً لجسدي". أمّا السّمة الثانية التي أكّدت انتماءَه إلى الحداثة العراقية فهي مخاطبة المرأة التي لا تحضرُ إلّا ليلتبس الواقع بالأسطورة.

استحوذت الشمس على عالم الرموز عند بردى. وإن كان قد استدعاها إلى شعره مراراً - إذ عنونَ إحدى مجموعاته بـ"عشر أصابع من دمع الشمس" - فإنّ الاستحضار الأوسع لها كان في أعماله الموجّهة للأطفال؛ مثل: "الطريق إلى الشمس" و"كرتي المدوّرة" و"الشمس"، وهو في ذلك يستند إلى ما تشكّله الشمس من أهميّة في الموروث الثقافيّ لحضارات العراق القديمة.

المساهمون