"زمن رمادي": ثمانية عشر فناناً

"زمن رمادي": ثمانية عشر فناناً

08 يناير 2021
("حقائق مجزَّأة" لهدير عمر، من المعرض)
+ الخط -

"زمن رمادي" عنوان المعرض الذي أعلنت "متاحف قطر" في الدوحة عن افتتاحه الأربعاء المقبل، العشرين من الشهر الجاري، في ختام الدورة الخامسة من برنامج "الإقامة الفنية" (2019-2020)، بمشاركة فنانين تتنوّع تخصّصاتهم بين الرسم والتصميم والنحت والعمارة والتصوير الفوتوغرافي وشتّى الفنون البصرية.

يتضمّن المعرض الذي يتواصل حتى الرابع والعشرين من تموز/ يوليو المقبل في غاليري "مطافئ: مقرّ الفنانين" بالدوحة، أعمال ثمانية عشر فناناً شاركوا في البرنامج، وينطلق بعد تأجيلة لعدّة أشهر بسبب جائحة كورونا التي تعصف بالعالم منذ نحو عام.

الصورة
("منفى" لمجدولين نصر الله، من المعرض)
("منفى" لمجدولين نصر الله، من المعرض)

وتتمثّل الخطة الأساسية من "الإقامة الفنية" في دورتها الحالية في "استكشاف العلاقة بين الفن والأدب. لكنّ الوباء ضرب بقوة، وهو ما أجبر الفنانين على التخلي عن فضاءات إبداعاتهم ومحترفاتهم في مطافئ، التي تمثِّل عوالمهم الشخصية، وقاموا بعزل أنفسهم كما الأخرين في بيوتهم"، بحسب بيان المنظّمين.

هذا التغيير الجذري، بحسب البيان ذاته، حتَّم على الفنانين – كما القيّمين – أن يُراجعوا مجمل الأفكار الخاصة بالمعرض ويعملوا على التكيّف مع الوضع الانعزالي الطارئ. نتيجة ذلك، تمّت إعادة النظر في مواضيع وأفكار مشاريع الفنانين، بل وحتّى في طبيعتها نفسها تبعاً لما يتوافر من إمكانات وموارد، كما أن حالة العزلة تلك دفعت الفنانين لخوض رحلة استكشاف طرحت عليهم تساؤلين مركزيين عن "الذات" و"الآخر".

الصورة
("بيان رقم 1 – في ذكرى (بيت رقم 10)" لأميرة العجي، من المعرض)
("بيان رقم 1 – في ذكرى بيت رقم 10" لأميرة العجي، من المعرض)

ينقسم المعرض إلى قسمين؛ الأوّل ينظر من خلاله الفنانون المقيمون نحو ذواتهم وعوالمهم الداخلية، ويعيدون تقييم أولوياتهم، ويستعيدون الأوقات السعيدة وذكرياتهم، ويطرحون مصادر قلقهم على المستوى الفردي باستخدام وسائط وخامات، ويتضمّن القسم الثاني مشاهدات الفنانين عن الخارج والآخرين وعن محيطهم المتغيّر باستمرار، مضيئين العلاقات بين الهوية والقضايا السياسية والوعي البيئي والتطور التقني.

يشارك في المعرض الذي يشرف على تقييمه بهاء أبو دية وسعيدة الخليفي كلّ من أميرة العجي، وهيثم شروف، وعائشة المهندي، ومنى البدر، وأمينة اليوسف، وابتسام الحوثي، وسوزانا جمعة، وهدير عمر، ومشاعل الحجازي، ولطيفة الكواري، وهند آل سعد، وجاسر الآغا، ومريم المضادي، ومجدولين نصر الله، مريم رفاعي، وميساء المؤمن، ونجلا آل ثاني، ونور يوسف.

الصورة
("ما تبقّى" لأمينة اليوسف، من المعرض)
("ما تبقّى" لأمينة اليوسف، من المعرض)

توظّف أمينة اليوسف الأصباغ المعدنية في أعمالها، بينما تقارب أميرة العجي مفهوم "المنزل" وما يرتبط به من ذكريات ومشاعر عميقة بطرق متعددة، وتتناول تجربتها في إنجاز اللوحات الفنية التي تتعلق ببيت رقم 10 والقصص التي روتها أمّها والذكريات التي يتكون منها هذا البيت.

وتستخدم الفنّانة هدير عمر الوسائط المجسّمة والتصوير الفوتوغرافي والأفلام كوسيلة لرواية القصص، حيث تراقب محيطها وتوثّق عمليّتها الإبداعية لتبني أعمالها، وتستعير هند آل سعد أشكالاً بيانية ورقمية عبر توظيف رموز تقنية في أعمالها، وتعكس سوزانا أبو جمعة التغيرات التي تحدث في العالم والبيئة وتأثير الحرب والصدمة الناتجة عنها.

تصمّم أيضاً مشاعل الحجازي مطبوعات فنية توثّق أحياء الدوحة القديمة باستخدام أوراق النبات ومواد كيميائية من خلال تقنية السيانوتايب، ويستكشف هيثم شروف العزلة الذاتية والمسافة الاجتماعية وتأثير العمارة على البشر، بينما تركّز منى البدر على العلاقة بين الأغاني والرقصات الشعبية القطرية التقليدية مع البحر.

يُذكر أن برنامج الإقامة الفنية الذي انطلق لأول مرة عام 2015، يهدف إلى أن يعمل الفنانون المقيمون جنباً إلى جنب مع قيّمي المعرض، ويستفيدوا من جلسات إرشادية أسبوعية، ويحتكّوا مع فنانين محترفين من مختلف أرجاء العالم.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون