ريان النيل.. فضاء ثالث بين أفريقيا والغرب

ريان النيل.. فضاء ثالث بين أفريقيا والغرب

18 اغسطس 2021
(من المعرض)
+ الخط -

تسعى الفنانة السودانية البريطانية ريان النيل في أعمالها إلى إعادة تخيّل ما تسمّيها "أفرابيا الصغيرة" (أو أفرابيا الواقعية السحرية) عبر تناول واقع الأحياء التي يسكنها العرب والأفارقة وأعراق مختلطة في لندن، والبحث عن مظاهر هويتهم المتعدّدة لدى الأجيال الجديدة من المهاجرين.

وتنطلق رؤيتها من تعبيرات رافقت الانتفاضات العربية عام 2011، حيث قدّم الفنانون في مصر وتونس وسورية وبلدان أخرى الجداريات، وفنون الغرافيتي، والرسوم الساخرة، ومقاطع الفيديو، والتركيبات، ومزجوا خلالها بين الفن ومضامين اجتماعية وسياسية، وهو الموضوع الأثير لدى الفنانة وكذلك لدى الفنانين العرب في الشتات.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

يتيح "غاليري P 21" في لندن جولة افتراضية لمعرض ريان النيل الذي أقيم منذ عامين، ويشتمل على أعمالٍ تحاكي عوالم روائية لعدد من كتّاب أميركا اللاتينية، مثل غابرييل غارسيا ماركيز وخورخي بورخيس وميغيل أستورياس، وكذلك الروائي السوداني الطيب صالح، وتتبّع تلك الشخصيات التي تمزج بين الواقع والفانتازيا.

تتناول اللوحات المعروضة البعد المركّب والمتعدّد في الهوية، الذي يمثّله بشكل أساسي شارع الكنيسة اللندني الذي يتقاطع مع طريق إدغوير، الذي يضمّ عدداً هائلاً من الشركات والمقاهي والمطاعم العربية تعود ملكيتها إلى مهاجرين أتى أقدمهم نهاية القرن التاسع عشر خلال حكم الدول العثمانية، ثم توافدت موجات أخرى بعد منتصف القرن الماضي.

الصورة
غلاف الكتاب
(من المعرض)

ترصد النيل الثقافة الهجينة الذي يمثّلها هذا الشارع، واستكشاف الحياة التي عاشها أبطال تلك الروائيات ومنهم مصطفى سعيد، الذي عاش صراعاً بين هويته العربية التي تضادّت مع الحضارة الغربية في مستوى أول، ثم التناقضات التي تشكّل هويته نفسها في مستوى آخر.

تعكس الأعمال المعروضة مفهوم أصحاب الهويات المهجّنة الذين ينتمون إلى فضاء أو مساحة ثالثة، تختلف عن جذورهم الأصلية لكنها لا تتطابق مع ثقافتهم التي يعيشونها في المهجر، وفق تنظيرات المفكر الهندي هومي بابا لهذا المفهوم.

وتطرح النيل تساؤلات عدّة منها: كيف يمكن وصف خلفياتنا العرقية المعقدة في لحظة لا يزال تاريخها مضطرباً، وكيف يمكن المحافظة على تعدّد هذه الهويات في وقت واحد؟ وتقوم بمزج عناصر ومفردات مستمّدة من طرز البناء النوبية وهندسة الأبواب والأقواس والنوافذ، مع أنماط مأخوذة من عمارة ما بعد الحداثة التي تهمين على أحياء عديدة في بريطانيا والغرب عموماً.

يُذكر أن ريان النيل حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة المعمارية من "جامعة غرينتش" البريطانية عن أطروحتها في إعادة تخيّل شارع الكنبية هي بادينغتون اللندني باعتباره أرض أفرابيا الواقعية السحرية؛ مساحة ثالثة بين أفريقيا والغرب.

الأرشيف
التحديثات الحية

المساهمون