رونيه ماغريت: العنوان نداً للوحة

رونيه ماغريت: العنوان نداً للوحة

20 فبراير 2021
من أمام متحف ماغريت في بروكسل
+ الخط -

في ظلّ استمرار الجائحة العالمية، فإن الجولات الافتراضية باتت النشاط الأكثر تلاؤماً مع المرحلة، وهي الشكل الوحيد الذي يتيح للمتاحف أن تعرض مقتنياتها، لكن أكثر من ذلك بات هذا الشكل الثقافي مناسبة للنقاش والدعوة للبحث.

من ذلك الجولة الفنية التي تُقام يوم غد الأحد، ويقترحها متحف "دار إي ديستوار" (فرنسا ) بعرض عدد من أعمال الفنان البلجيكي رونيه ماغريت (1898 - 1967). لكن لن يقتصر الأمر على جولة تُعدّد أعماله، بل يمكن القول بأنها جولة إشكالية باعتبار أنها تنطلق من زاوية محدّدة، وهي علاقة محتوى اللوحة بالعناوين التي يقترحها الفنان.

تدير الجولة الباحثة الفرنسية ماري آن كابالدي، وتشير في تقديمها للتظاهرة الافتراضية إلى أن فكرة الجولة قد وردت على ذهنها حين قرأت عبارة لماغريت يقول فيها: "العناوين ليست تفسيرات للوحات، ولا اللوحات تفسيرات للعناوين".

لم يفرّق بين العمل التشكيلي والعمل الأدبي، لأن كلاهما نص بالنسبة إليه

تعتبر الباحثة الفرنسية أن هذه المقولة لا تفيد شيئاً إذا قرأناها من زاوية لغوية ظاهرية بحتة، لكنها من زاوية الفن تفتح على إحدى أكبر الإشكاليات، وهي علاقة العمل الإبداعي بالتسميات، كما تشير إلى أن هذه العبارة التي تبدو بلا معنى تدلّ على وعي ماغريت العميق بهذه الإشكالية.

ينتمي ماغريت إلى التيار السوريالي، وتمثّل أعماله توجّهاً خاصاً، به حيث اعتمد على الألوان الباردة وعلى تركيبات متجانسة، فلم يبحث عن كسر المنطق الجمالي المتعارف عليه. وإذا نظرنا إلى فنه من زاوية العنونة، ربما علينا أن نذكر اقترابه من دوائر الأدب، وهو الذي كان صديقاً لمعاصريه من كتّاب المدرسة السوريالية/ وقارئاً شغوفاً لمؤلفين مثل إدغار آلان بو وستيفنسون.

كان ماغريت لا يفرّق بين العمل التشكيلي والعمل الأدبي، لأن كلاهما نص بالنسبة إليه. ومن هذا المنطلق لم يكن العنوان يمثّل ملصقة خارجية تدلّ على عمل من الأعمال، بل ينبغي له أن يكون جزءاً لا يتجزّأ منه. 

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون