استمع إلى الملخص
- يتناول الكتاب مذكرات نجاتي صدقي ومحمود الأطرش المغربي، مركّزاً على نشاطاتهم السياسية والثقافية، مثل تأسيس الحركة الشيوعية في فلسطين وسوريا ولبنان، ومحاولات تعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني.
- يضم الكتاب مقالات حول نصوص لكتاب مثل حنّا مينة وفاروق وادي، حيث يصف الناقد محمد عبيد الله قراءات النجاب بأنها رحيمة، تبرز خصوصية النصوص من خلال التركيز على المضمون والأفكار الأساسية.
يجمع الكاتب رشيد النجاب قراءاته في أربعة وعشرين نصّاً عربيّاً في كتابه "فلسطين في النثر العربي.. صورة مختارة"، الذي صدر عن "الآن ناشرون وموزّعون" في عمّان، متجوّلاً في اختياراته بين السِّيرة الذاتية وأدب الرحلة والرواية، إلى جانب كتابات لعدد من الأسرى الفلسطينيين.
من بين هذه الخيارات، يقرأ المؤلف كتاب "ظلّ الغيمة" للشاعر والباحث والتربوي الفلسطيني حنّا أبو حنّا (1928 - 2022)، ويبيّن ارتباط عنوان الكتاب بمضامينه المتعلّقة بتنقلات والد حنّا بحُكم عمله مسّاحاً في أرجاء فلسطين من شمالها إلى جنوبها، والتي ألقت ببعض العبء على حياة لعائلة نتيجة عدم الاستقرار لكنّها أسهمت في إثراء خيال ابنها عبر مراحل ومحطّات.
ويتوقّف النجّاب عند التعليم الذي يستحوذ مساحة كبيرة من سيرة حنّا أبو حنّا عبر سرده الكثير من التفاصيل حول نشأته بدءاً من "الكُتّاب"، حيث تعلّم القرآن، إلى المدرسة العربية في القدس وصلاته مع عدد من أساتذته وفي مقدّمتهم خليل السكاكيني، ومشاركته مع زملائه التعلّم وقليلاً من الشغب، والأهمّ منذ ذلك توثيقه لحياة الناس وعاداتهم عند الولادة وعند الموت وعند الحصاد والزفاف وفصول الحياة الاجتماعية اليومية، وحديثه عن الثورة الفلسطينية عام 1936، في الكتاب الذي يغطّي فترة مهمّة من حياة صاحبه.
يجمع الكاتب قراءاته في أربعة وعشرين نصّاً عربيّاً
كما يعود إلى مذكّرات الكاتب الفلسطيني نجاتي صدقي (1905 - 1979) التي تبتدئ من دراسته في الاتحاد السوفييتي في نهاية عشرينيات القرن الماضي، ثم عودته وانخراطه في صفوف الحزب الشيوعي الفلسطيني واعتقاله من قبل سلطات الاحتلال البريطاني، وانتقاله لاحقاً للعمل في فرنسا وإسبانيا بتكليف حزبي، ومنها إلى دمشق وبيروت، دون إغفال جانب آخر في حياته ياصل بالتأليف والترجمة وكتابة البرامج والتمثيليات الإذاعية والقصة القصيرة.
يختار النجّاب أيضاً مذكّرات محمود الأطرش المغربي (1903 - 1939)، والذي ابتعد فيها عن الشأن الشخصي في ما عدا الفصلين الأوّلين المتعلّقين بمولده ونشأته وتركه الدراسة في سنٍّ باكرة، ليُركّز أكثر على تأسيس الحركة الشيوعية في فلسطين وسوريّة ولبنان وواقع الحياة الاجتماعية والسياسية في هذه البلدان، وكذلك محاولاته في تعريب الحزب الشيوعي الفلسطيني، ومواقف الحزب في الهبّات الشعبية والأحداث السياسية البارزة خاصة في الثلاثينيات.
ويُضيف على هذه القراءات، مقالاً حول رواية "سوداد: هاوية الغزالة" للكاتب الفلسطيني فاروق وادي (1949 - 2022) التي يتعرّض بطلها إلى الهجرة والتشرّد بسبب النكبة، فسكن رام الله قادماً من قريته التي هُجّر منها، وعانى شظف العيش بسبب عمل والده شرطيّاً، لينتقل بعد ذلك للعمل في الخليج، ثم توجّهه نحو النشر في الصحافة، وتنقُّله بين عدد من المنافي التي تركت تأثيرها عليه.
تتوزّع القراءات بين السيرة الذاتية وأدب الرحلة والرواية، وكتابات لعدد من الأسرى الفلسطينيين
يقول الناقد محمد عبيد الله في تقديم الكتاب "قراءات رشيد في كلّ حال قراءات رحيمة بالكتب التي اختارها، بعيدة عن القسوة أو الحدّة، ويمكن أن نصفه بأنه قارئ مثالي أو قارئ عُمدة، إذا شئنا استعمال بعض تسميات القارئ المتمكّن وفق مصطلحات النقد الحديث، يبدأ باختيار العمل الأدبي الذي يتّفق مع ميوله وتجاربه، ثم يبدأ بالقراءة الحقّة بما فيها من تركيز ومن إعادة لبعض الفصول والفقرات المهمّة، ويسجّل ما يستوقفه في مادّة الكتاب بما يُبرز خصوصيته على مستوى المضمون أو الأفكار الأساسية التي يعبّر عنها الكاتب، وينتبه أيضاً للقضايا الفنّية المهمّة التي تُسهم إسهاماً فاعلاً في بناء الكتاب وفي إيصال المضمون المؤثر".
وتضمّن الكتاب مقالات حول نصوص لكتاب هُم: حنّا مينة، ومحمود شقير، وإلياس نصر الله، وسميح مسعود، وإبراهيم غبيش، ومجدي دعيبس، وسعاد العامري، وفاروق وادي، وباسم الزعبي، وقاسم توفيق، وصافي صافي، ونجاتي صدقي، ومحمود الأطرش المغربي، ونادية كامل، ويوسف زيدان، وعبد المجيد حمدان، وإيمان يحيى، وطارق قديس، وحنّا أبو حنا، وسمير أديب، وباسم خندقجي.