رزان جدعان.. في إشكاليات التواصل بين الثقافي

رزان جدعان.. في إشكاليات التواصل بين الثقافي

04 يوليو 2021
نوال العبد الله/ الأردن
+ الخط -

في حفل إشهار كتابها "التواصل بين الثقافي: الواقع. البديهية. الصورة" الذي نظّمته "مؤسسة عبد الحميد شومان" في عمّان الأربعاء الماضي، أشارت الباحثة رزان جدعان إلى أنها تنطلق في مؤلَّفها من أساسين نظرييْن لطرح التعارضات التي تنشأ بين الثقافات بحثاً عن حلول حوارية، وهما نظرية التفاعل الرمزي التي تعني طبيعية الاختلاف بين المجتمعات وثقافتها بسبب اختلاف بيئاتها المحيطة، ونظرية الأنظمة الإدراكية التي تؤمن بأن الواقع ذو أفق واحد لا متناهٍ، وله زوايا مكانية مختلفة، وبالتالي منظورات إدراكية مختلفة.

واستعرضت المحاضرة علاقات التضاد القائمة بين الشرق بما يمثّله من حضارات عربية إسلامية وبين الغرب في أوروبا والولايات المتحدة عبر التاريخ الذي شهد مساحات قليلة من الحوار بينهما، بحيث تولّدت بسبب هذا التضاد ظواهر مثل الاستشراق، والاستغراب، والعولمة، كما توضّحها في الكتاب.

الصورة
غلاف الكتاب

 

يصف الكتاب أيضاً، بحسب جدعان، بناء المجتمعات الشرقية في علاقتها مع الغرب وبناء المجتمعات الغربية في علاقتها مع الشرق، حيث تصل إلى هشاشة العلاقات بينهما وما تنتجه من إشكاليات، إلى جانب تطرّقها إلى دور أنظمة التواصل الجماهيري، ومنها الإعلام المقروء والمسموع والمرئي والإنترنت والتحديات التي تواجهها في سياق العلاقة بين الشرق والغرب، حيث تتعرّض إلى نوع من فوضى العلاقات الإنسانية والفوضى المعلوماتية بين الصور النمطية والصور المسبقة، ما يطرح تساؤلاً أساسياً هو: من الذي يوجّه المعلومات وإلى أين؟ إلى الصراع أم الحوار؟

تقدّم الباحثة موضوعات الكتاب في خِضَمّ التحدّيات البيولوجية (بأمراضها)، والمُواجهات الدوليّة (بانحيازيّتها)، والمُنافسة الاقتصادية (باحتكاريّتها) والحُروب الإعلامية (بفوضَويّتها)؛ من خلال مقاربة مفاهيم تُميِّز ما بين واقعيّة وبَديهيّة التواصُل بين-الثقافي، مُقابل الصّورة، مِمّا له الأثر الكبير على المناخ السياسي الاجتماعي والتعايُش العالمي بين الصراع والحوار.

ناقشت جدعان في تسعة فصول بين النظرية والواقع، الثقافة والحضارة بين المجتمعات، في محاولة لتفسير كيفية تواصُل الثقافات في عصر العولمة، في ضوء إشكاليات عدّة تتمثّل بغياب العقل والمنطق والقدرة على توجيه الفطرة الإنسانية المتجذرة في داخلنا والمندفعة بطبيعتها نحو جماليات الوجود وأخلاقياتها، وسهو الإنسان وبالتالي المجتمعات عن امتلاك الذكاء الطبيعي المتجذر في بنيتها الإدراكية بسبب الاتكالية المفرطة على أنظمة التواصل الجماهيري الحديثة.

كذلك لفتت إلى وجود زاويتين متشاحنتين في التواصل بين الثقافي، الأولى تتصل بالمتحكّم بالعالم والثانية تتعلّق بالكيانات البشرية المنشغلة في تأمين الحياة الكريمة والكرامة، بالإضافة إلى غياب الانتعاشات الثقافية الأصيلة والأصلية وانشتار التحضر والتطور المصطنعين والجماليات الزائفة.

 

المساهمون