رحيل محمد تين... بعيداً عن "الجاحظية"

رحيل محمد تين... بعيداً عن "الجاحظية"

11 ديسمبر 2020
(محمد تين)
+ الخط -

عمل الباحث الجزائري محمد تين، الذي رحل اليوم الجمعة، أستاذاً في "المدرسة العليا للصحافة" بالجزائر العاصمة لفترة طويلة تخرّجت خلالها العديد من الأسماء الجزائرية المعروفة في الكتابة الصحافية والأدبية، لكن اسمه سيُعرَف على نطاقٍ واسع حين يتولّى رئاسة "جمعية الجاحظية" في حزيران/ يونيو 2011، خلفاً للروائي الطاهر وطّار (1936 - 2010)، والذي أسّسها رفقة مجموعة من الكتّاب الجزائريّين سنة 1989.

وصل تين إلى رئاسة "الجاحظيةَ" وسط خلافاتٍ حادّة بين أعضائها، كانت مؤشّراً على الوضع الذي ستعيشُه الجمعية طيلة السنوات اللاحقة بعد رحيل وطّار؛ فالرجُل الذي انتُخب بخمسين من أصل مئة وثلاثين صوتاً خلال اقتراع سرّي جرى في "المركز الثقافي عز الدين مجوبي'' بحي محمد بلوزداد بالعاصمة وشهد انسحاب عددٍ من الأعضاء واحتجاج عددٍ آخر، سيُواجه اتهاماتٍ من داخل الجمعية نفسها بعدم شرعيته، وهي التهمة التي وجّهها له، حينها الكاتب والأكاديمي أحمد منّور، العضوُ المؤسّس وعضو المجلس الوطني في الجمعية، حين اعتبر في تصريحاتٍ صحافية أنَّ المؤتمر الذي أسفر عن انتخابه كان مفبركاً وغير قانوني، محذّراً ممّا أسماه مؤامرةً تُحاك في الخفاء ضدّ مستقبل الجمعية.

وخلال السنوات العشر التي تلت رحيل وطّار، انكفأت الجمعية على نفسها وتراجع دورُها في المشهد الثقافي؛ رغم بعض النشاطات التي كانت تقيمها بين الفينة والأُخرى. والمؤكّد أنَّ أحد أسباب ذلك يتمثّل في غياب وطّار نفسه، بما كان له من حضور وكاريزمية في الساحة الثقافية. ومن بين مظاهر ذلك التراجُع هو توقّفها عن إصدار مجلّات "التبيين" و"القصّة" والقصيدة"، وتوقّفها أيضاً عن منح "جائزة مفدي زكريا للشعر المغاربي" و"جائزة الهاشمي سعيداني للرواية".

في حديث له سابق إلى "العربي الجديد"، عزا محمد تين أسباب خفوت الجمعية إلى عزوف الإعلام عن تغطية نشاطاتها بعد رحيل وطّار، مُعتبراً أنَّ غياب الإعلام عن الفعاليات الثقافية يجعلها وكأنها لم تُقم أصلاً، مضيفاً أنّ "نشاطات الجمعية لم تتوقف بعد رحيل وطار. بالعكس، أصبحنا نقيم نشاطين أسبوعياً، بعد أن كان نشاطاً واحداً في السابق".

في منشور له على فيسبوك، كتب الروائي بشير مفتي: "حاول (تين) أنْ يعيد للجاحظية بعض الحركية الثقافية، ولكنَّ الأمور لم تسر دائماً كما كان يريد لها أن تسير. نشطَ كثيراً في الحراك الشعبي وفتح الجمعية للقيام بندوات ثقافية مختلفة حول الحراك وأفقه، كما كان يخرج كلّ جمعة مع الأعضاء في مربّع كتّاب الحراك، كما كان في لجنةٍ مناهضة للتطبيع ومدافعة عن حريات الشعوب المضطهدة".

ويضيف مفتي: "كنتُ أطلب منه كتابة مذكّراته؛ فهو خزّانة ذكريات وأسرار كثيرة عن تاريخ الجزائر المعاصرة وبعض الشخصيات الوطنية والسياسية".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون