رحيل ليلى الأطرش: الحروب واللجوء من منظور نسائي

رحيل ليلى الأطرش: الحروب واللجوء من منظور نسائي

17 أكتوبر 2021
(ليلى الأطرش، 1948 - 2021)
+ الخط -

تعدّ الروائية الفلسطينية الأردنية ليلى الأطرش (1948 – 2021) التي رحلت اليوم الأحد في عمّان، من أبرز الأسماء في المشهد السردي بالأردن، إذ تركت أكثر من عشر روايات بالإضافة إلى عدد من النصوص المسرحية والمذكرات.

وُلدت الراحلة في مدينة بيت ساحور، وحازت على درجة البكالوريوس في الحقوق، ودبلوم في اللغة الفرنسية، وأصدرت روايتها الأولى "تشرق غرباً" عام 1988، والتي تناولت موضوع الحرب من منظور نسائي، وسعت إلى إبرار تأثيرها على العلاقات الأسرية والاجتماعية.

كما ركّزت الأطرش في تلك الرواية على التاريخ الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني والعربي منذ عام 1948 وحتى ثمانينيات القرن الماضي، بدءاً من التهجير القسري للفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم إثر النكبة، ومروراً باللجوء وواقع المخيم، وتأثير الأحداث السياسية البارزة التي عاشها العالم العربي على القضية الفلسطينية.

اهتمت بتأثير الأحداث السياسية والتحولات الاجتماعية على مصير شخصيات رواياتها

في روايتها الثانية "امرأة للفصول الخمسة" (1990)، تناولت الكاتبة قصص مجموعة شخصيات من اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطرتهم ظروفهم للسفر إلى مكان متخيّل يدعى "برقيس"، في إشارة إلى بلدان الخليج العربي، حيث اهتمت بمصائرهم الشخصية والتحولات التي عاشوها بفعل الغربة، كما صوّرت التشوهات الأخلاقية والاجتماعية التي تسبّب فيها ثراء بعض شخصياتها.

أما روايتها "ليلتان وظلّ امرأة" (1996)، فتدور أحداثها حول منى التي تخفق في تحقيق طموحاتها، وترغم على الزواج من رجل لا تحبه بعد اكتشاف أهلها لعلاقتها مع رجل آخر، وتحرم من التعليم والعمل وحق الاختيار في كلّ أمورها الشخصية.

وذهبت الأطرش في روايتها "ترانيم الغواية" (2015) إلى استعراض حكاية يعيش أبطالها في مدينة القدس، مضيئة على الهجرات المكثفة للعرب المسيحيين منها في أسلوب تميز بالجرأة في وصف أسباب تلك الهجرات، كما تناولت مسألة الصراع العربي اليوناني على الكنيسة الأرثوذكسية، والذي يتواصل حتى اليوم.

صدرت للكاتبة روايات أخرى، مثل "صهيل المسافات" (2000)، و"مرافئ الوهم" (2005)، و"رغبات.. ذاك الخريف" (2009)، و"أبناء الريح" (2012)، و"لا تشبه ذاتها" (2019)، كما نشرت عدّة مسرحيات مثل "أوراق للحب"، و"البوابة 5" (2015)، و"زرقاء اليمامة" (2018)، و"في ظلال الحب" (2019)، ومجموعة قصصية واحدة هي "يوم عادي وقصص أخرى"، ومذكرات شخصية بعنوان "نساء على المفارق".

يُذكر أن ليلى الأطرش حازت على العديد من الجوائز، منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في فلسطين 2017، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب في الأردن 2014، كما فازت بعدد من الجوائز عن أفلام تسجيلية وبرامج ثقافية تلفزيونية من إعدادها.
 

المساهمون