رحيل عبد العال حسن.. أربعة عقود مع الوجوه النسائية

رحيل عبد العال حسن.. أربعة عقود مع الوجوه النسائية

07 يوليو 2021
(عبد العال حسن، 1944 - 2021)
+ الخط -

يعدّ الفنان التشكيلي المصري عبد العال حسن (1944 – 2021) الذي رحل أمس الثلاثاء بعد تعرضه لأزمة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات القاهرة، أحد أبرز الرسامين في الصحافة المصرية بالإضافة إلى تصميمه الغلاف والرسوم التوضيحية للعديد من الروايات والمجموعات الشعرية خلال نصف قرن.

وُلد الراحل في مدينة بور سعيد، وحاز درجة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة بـ "جامعة القاهرة" سنة 1966، وبدأ عمله في الصحافة رساماً في عدد من الصحف والمجلات منها "صباح الخير" و"روز اليوسف" لعدّة عقود، واستمر نشاطه الفني حتى أقعده المرض منذ حوالي سبع سنوات.

نظّمت في الأعوام الأخيرة عدّة معارض استعادية لعبد العال حسن تتضمّن أعمالاً رسم فيها وجوهاً نسائية غالباً ومشاهد من الطبيعة الصامتة، وغيرها من الموضوعات التي تصبّ في اتجاه واحد يتمثّل في تسجيلية واقعية للأمكنة الشعبية والفئات الاجتماعية المهمشة في مناطق عديدة بمصر.

استخدم الفنان خامات عديدة في تنفيذ لوحاته، من أبرزها الزيت والباستيل والأكواريل، وهي تبرز نساء يسعين من أجل لقمة العيش ضمن سياقات اجتماعية وثقافية مختلفة، حيث تظهر شخصياته من الصعيد وسيناء والإسكندرية وبور سعيد والقاهرة.

الصورة
(من أعمال عبد العال حسن)
(من أعمال عبد العال حسن)

يركّز حسن في بعض أعماله على تكوين الوجه وملامحه، حيث تظهر التفاصيل الفوارق بين الوجوه المرسومة والطبقات التي تنتمي إليها، كما يميل في أعمال أخرى إلى اختزال لوني وإبراز للخطوط، مستفيداً من تجربته في الرسم الصحافي حين يرسم شخصيات لفلاحين بأثوابهم البيضاء ووجوههم غير واضحة المعالم، لكنها تنظر بتعب وأمل.

ثمة مشاهد أقل ظهوراً في لوحاته، مثل مشاهد مراكب الصيادين عند الفجر وفي وضح النهار وعند الغروب أيضاً، أو أشجار بالقرب من النهر، أو نساء يعملن في الحقل، أو الجوامع والأسواق والحارات الشعبية في مدينة القاهرة القديمة.

يشير الفنان صلاح بيصار إلى أنه من أعمال عبد العال، "نطل على حواء الشعبية، بتلك النظرة الناعسة المسكونة بالعاطفة والحب الطاغي، وما أشبه بناته وقد تكررن من حالة تعبيرية إلى أخرى ومن إيقاع إلى إيقاع ببطلات الحكايات الشعبية من بهية وياسين وحسن ونعيمة وليلى وقيس، صبايا بجدائل سوداء وشفاه ممتلئة وعيون كحيلة صوّر فيهن الأنوثة الطاغية في أجواء تغلب عليها الألوان الدافئة، والتي تشدو بقوة الأحمر الناري والأصفر البهيج والبرتقالي الحار مع لمسات من الأزرق البحري والأسود".

ويرى الناقد مجدي الكفراوي أن الراحل "يركّز دائماً في لوحاته على أهمية البعد الإنساني، من خلال إبراز وجوه الشخوص كمقدمة في التكوين، ومعالجة الخلفية بشكل بسيط لا يخلو من العبقرية والتمكن والثراء اللوني، بحيث يترك الشخوص تبوح بمكنوناتها وكأنه يعزف لنا بأوركسترا متكاملة دون نشاز لآلته الرئيسية، ولم يركز على ما تحتويه الوجوه فقط، لكنه كان حريصاً على إبراز التفاصيل المدهشة في الملابس والإكسسوارات، بمجموعة لونية خاصة جدًا به، تجعلنا نستطيع من الوهلة الأولى أن نجزم بأن هؤلاء النسوة من سكان عالم عبد العال، لبراعته في استخدام التباين بين الغامق والفاتح".
 

المساهمون