رحيل زكي شقفة.. خمسون عاماً في فنّ الكاريكاتير

رحيل زكي شقفة.. خمسون عاماً في فنّ الكاريكاتير

18 مارس 2021
(زكي شقفة، 1945 - 2021)
+ الخط -

رحل أمس الأربعاء رسام الكاريكاتير والفنان التشكيلي الأردني الفلسطيني زكي شقفة (1945 – 2021) في عمّان، بعد مشوار طويل من العمل في الصحافة الأردنية والعربية بدأه منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، وعبّر من خلال رسوماته عن الأزمات الاجتماعية والسياسية التي يعيشها المواطن العربي.

وُلد الراحل في بلدة عاقر بالقرب من مدينة الرملة المحتلة، وحصل على درجة البكالورويس من "كلية الفنون الجميلة" في "جامعة القاهرة" عام 1969، حيث أقام معرضه الأول في "قاعة جمعية الشابات المسيحية" في العاصمة الأردنية في العام التالي، حيث انتسب منذ ذلك الوقت إلى "الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيين 1970".

رغم انقطاعه لفترة طويلة عن الرسم بسبب انشغالاته في فنّ الكاريكاتير، إلا أنه عاد ليستعيد معالم تجربته التشكيلية، التي ميّزها أسلوبه التعبيري في تقديم موضوعات تتصل بالواقع الفلسطيني من احتلالات ولجوء وتشريد، واستمدّ عناصرها ومفرداتها من التراث العربي والإسلامي، حيث شارك في معرض جماعي بعنوان "7*7"، قدم خلاله لوحات من نتاجاته المتأخرة.

وكان شقفة قد أقام أربعة معارض تشكيلية خلال عقد السبعينيات، ويشير في تصريحات صحافية سابقة إلى أن "روحية لوحته وموضوعها لم يتغيّرا، وظلّتا تتحركان في إطار الهمّ الفلسطيني ضمن بيئته العربية والإسلامية، وأنه كان يعتمد في بداياته الأولى على تقنية الكشط اللوني من خلال السكين".

وأوضح أن ألوانه في تلك المرحلة كانت فقيرة في حضورها وساكنة في علاقاتها مع غيرها من عناصر اللوحة ومفرداتها الأخرى، لكنها أصبحت بعد ذلك مفعمة بالحيوية وذات حضور حيوي وفاعل على السطح، مع قدر من الحفاظ على بعض سماتها السابقة في معالجة الشكل والتكوين، مثل حركة الخطوط المنحنية واللولبية والحلزونية التي تغذي مداراتها في الحركة والتعبير.

وقد عمل شقفة رساماً للكاريكاتير حتى عام 2006 في صحيفتي "الدستور" و"الرأي" و"الشعب" في الأردن، و"المحرر الدولية" في باريس و"العرب" في لندن، واتسمت رسوماته بالتكثيف والاختزال، حاول خلالها التخلّص من المباشرة والتعليق على القضايا الاجتماعية والسياسية الراهنة لتبقى مفتوحة على التأويل، وصالحة لإعادة القراءة بعد مرور الزمن.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون