رحيل حسان بن شوبان: ذلك النغم الأندلسي

رحيل حسان بن شوبان: ذلك النغم الأندلسي

07 اغسطس 2021
(حسان بن شوبان، الرابع على يسار الصورة)
+ الخط -

برحيل الموسيقي الجزائري حسان بن شوبان (1934 - 2021) أمس الجمعة متأثّراً بإصابته بفيروس كوفيد-19، فقدت الساحة الموسيقية الجزائرية واحداً من "شيوخ" الموسيقى الأندلسية وأعمدتها البارزين. خلّف الراحل مسيرةً موسيقية عمرُها ستّين عاماً أسهم خلالها في بروز جيلٍ جديد من الفنّانين الجزائريّين؛ مثل سلمى كويرات، وراضية منال، وسيد علي دريس، وتوفيق عون.

أبدى الفنّان، الذي وُلد في حيّ السيّدة الأفريقية بالجزائر العاصمة، اهتماماً بالموسيقى في وقت مبكر، حيث التحق في طفولته بعدّة فرقٍ متخصّصة في الموسيقى الأندلسية كان يشرف عليها مطربون بارزون في هذا النمط الموسيقي، مثل دحمان بن عاشور، وحاج محفوظ، وصادق بجاوي، ومصطفى كشكول، ومحي الدين لكحل.

في عام 1955، التحق الفنّان الراحل بمعهد الموسيقى في حيّ حسين داي بمدينة الجزائر، وهناك درس الموسيقى على يد عبد الكريم دالي (1914 - 1978)، أحدِ أبرز شيوخ موسيقى الحوزي؛ حيث تعلّم العزف على عدّة آلات موسيقية، وخصوصاً آلة الماندولين.

وبسبب التحاقه سنة 1955 بـ"جبهة التحرير الوطني" التي كانت تخوض حرباً ضدّ الاستعمار الفرنسي للعام الثاني على التوالي، تعرّض بن شوبان إلى الاعتقال؛ حيث قضى خمس سنوات في سجون الاحتلال في الفترة بين 1956 و1961. وبعد استقلال الجزائر عام 1962، تابع تعليمه في المعهد الموسيقي البلدي على يد عبد الرحمن بلوحسين.

في تلك الفترة، انضمّ الفنّان الراحل إلى "الجوق الوطني لموسيقى الأندلسي" في الإذاعة الجزائري، والذي كان يقوده في ذلك الوقت الموسيقي عبد الرزاق فخارجي. وهناك عمل مع عددٍ من الفنّانين البارزين مثل عبد الكريم محماصجي، كما قدّم حفلاتٍ غنائية في الجزائر والمغرب وسورية وإيران وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة.

وفي 2001، التحق بن شوبان بجوق الموسيقار رشيد قرباص، وهي فرقةٌ تهدف إلى إعطاء نفس جديد للتراث الموسيقي الأندلسي، وتجمع ثلاث مدارس في هذا النوع؛ هي "الصنعة" و"الغرناطية" و"المالوف".

المساهمون