رحيل جان لوك باران: بين العيون والأشكال الكروية

رحيل جان لوك باران: بين العيون والأشكال الكروية

28 يوليو 2022
جان لوك باران، 1994 (Getty)
+ الخط -

منذ نهاية السبعينيات، خطّ الفنّان الفرنسي جان لوك باران تجربة خاصّة به في المشهد النحتيّ ببلاده، موجّهاً اهتمامه بشكل أساسيّ إلى موضوعٍ يندر أن يُكرّس له النحّاتون حيّاتهم: الكُرات. تجربةٌ توقّفت أمس مع رحيل باران (1944 ــ 2022) في باريس.

عُرف الفنان الراحل لدى الجمهور الكبير بهوَسه بكل ما هو كرويّ، حيث دارت أغلب معارضه وتجهيزاته الفنية حول هذه الثيمة، التي ظلّ ينوّع فيها دون أن يكرّر نفسه، عارضاً كراتٍ طينية بسيطة حيناً، وآخذاً كراتٍ ملوّنة إلى ضفة نهر حيناً أُخرى، وكاتباً أبيات شعر على الكُرات، أو فاتحاً إياها من الأعلى ليحشو فيها موادّ خشبية أو قماشية ملوّنة أو غيرها.

ورغم أن مجال عمله وإبداعه الأساسيّ هو النحت، إلّا أنّ باران نشر أكثر من خمسين كتاباً، بين شعر، وسرد، وعمل فنّي. ولم يكن باران شاعراً فقط في أوقات الفراغ، بل كان الشعر النصف الآخر لعالمه، مع النحت؛ كما أنّ العقدين الأخيرين شهدا نشره الشعر، وإدارته لمهرجانات شعرية، أكثر من إقامته للمعارض.

في هوَسه النحتيّ بالأشكال الكروية، عُرف الشاعر الراحل ببناء جلّ منشوراته حول ثيمة واحدة: العيون. وقد نشر أكثر من عشرين كتاباً حول العيون، التي كانت دائماً ما تحضر في العنوان، مثل "سعادةُ العيون" (1977)، و"لون العيون" (1980)، و"أغنية العيون" (1984)، و"العيون، أيضاً" (1999)، و"عينا كلارا" (2002)، و"أنتِ التي تفتحين عينيكِ" (2008).

وفي تعليق على رحيله، كتب جاك لانغ، مدير "معهد العالم العربي" في باريس، ووزير الثقافة الفرنسي السابق: "برحيل جان لوك باران نخسر شخصيةً عصيّة على التصنيف، وفناناً من طراز رفيع عُرف بآلاف الكُرات ــ العيون التي أنجزها، وشاعراً لعب مع الكلمات وأخذها، في الوقت نفسه، على محمل الجدّ".

المساهمون