رحيل جان جاك سيمبي: حياة بين القصص المصوّرة والرسم الصحافي

رحيل جان جاك سيمبي: حياة بين القصص المصوّرة والرسم الصحافي

12 اغسطس 2022
جان جاك سيمبي في مشغله بباريس، عام 2011 (Getty)
+ الخط -

يُعَدّ الفرنسيّ جان جاك سيمبي من قلائل الرسّامين الساخرين المعاصرين الذين تُعرف أعمالهم من نظرة إليها، وحتى ولو أُغفِل توقيعُه عليها، وذلك نظراً لتطويره، خلال مسيرته الطويلة، لخطّ وأسلوب فريدَيْن عرفهما كثيرٌ من الناس، ولا سيما في فرنسا والولايات المتّحدة، بفضل رسوماته الصحافية.

أمس الخميس، رحل سيمبي عن 89 عاماً، لتُختَتَم بذلك مسيرةٌ استمرّت لأكثر من ستّة عقود، عمل خلالها في العديد من الصحف والدوريات الفرنسية والأميركية، مثل أسبوعية "ذي نيويوركر"، التي كانت رسوماته فيها سبباً بشهرته عالمياً، ومثل "تيليراما"، و"باريس ماتش"، وغيرها.

جمع سيمبي، خلال مسيرته، بين الرسومات الفنية، مثل أعماله زاهية الألوان للصفحات الأولى من "ذي نيويوركر" وغيرها، وبين الرسومات ذات الميول الكاريكاتورية، التي عُرفت بتقشّفها بالكلمات رغم مقاربتها لمسائل اجتماعية وسياسية تستدعي الكثير من الكلام.

الصورة
زائر أمام رسومات صحافي لـ سيمبي خلال معرض لأعماله في باريس، 2011 (Getty)
زائر أمام رسومات صحافي لـ سيمبي خلال معرض لأعماله في باريس، 2011 (Getty)

على أن الخطّ الفاصل بين هذين النوعين من أعماله يبقى خطّاً رفيعاً، ليس فقط لحضور أسلوبه بشكل واضح في كلّ منهما، بل أيضاً لأن السخرية كانت تطغى حتى على رسوماتها الفنية، حيث الشخصيات النحيلة، ذات الخطوط المائلة والملامح الساذجة.

ولم ينتظر سيمبي أن يعمل رسّاماً للأسبوعية الأميركية، ثم مديراً فنّياً لها، ليصبح معروفاً في فرنسا؛ ذلك أن اسمه ذاع منذ مطلع الستينيات، بفضل ابتكاره لشخصية "نيكولا الصغير"، مع المؤلّف رينيه غوسكيني، في واحدة من أشهر سلاسل القصص المصوّرة في فرنسا.

إضافة إلى نحو عشرة أجزاء من هذه السلسلة، التي استكملها وحيداً بعد رحيل غوسكيني عام 1977، نشر جان جاك سيمبي أكثر من عشرين كتاباً في الرسومات الساخرة والقصص المصوّرة (مع نصّ أو دونه)، كما عُرضت أعماله في العديد من المعارض الفردية والاستعادية، كان آخرها معرضٌ تكريمي أُقيم له في جنيف ربيع العام الماضي، عُرضت فيه العشرات من رسوماته.

المساهمون