استمع إلى الملخص
- وُلد في ستراسبورغ عام 1946، ودرس الأدب في نيويورك، وأسس مجلة "Sixpack" في لندن، ودرّس في جامعات مرموقة، ونشر أكثر من 70 كتاباً، مركزاً على الشعر المعاصر والنظرية الشعرية.
- تأثر بشعراء مثل طرفة بن العبد، واهتم بتفاعلات العولمة على الأدب، وترك إرثاً غنياً في الشعر والترجمة.
"كلّ كتابة هي كتابةٌ سياسية، لذلك تمثّل الكتابة قضيّةً بذاتها وترتبط بكلّ شيء يتجاوزها"، بهذه الكلمات يصف الشاعر والمترجم والأكاديمي اللوكسمبورغي بيير جوريس، الذي رحل أمس الخميس في نيويورك، عن 79 عاماً، حكايتَه مع الكتابة وعوالمها والتي تعود لأواسط ستينيات القرن الماضي.
وُلد جوريس في ستراسبورغ الفرنسية عام 1946، حيث قضى طفولته ومراهقته في إحدى البلدات التابعة لها، ثم أنهى دراسته الثانوية في إحدى مدارسها، وفي عام 1967 غادر لوكسمبورغ لدراسة الطبّ في باريس، لكنّه سرعان ما انتقل منها، خلال العام نفسه، إلى الولايات المتحدة، حيث حصل عام 1969 على إجازة جامعية في الأدب من "كلّية بارد" في نيويورك.
نشر بيير جوريس مجموعته الشعرية الأُولى باللغة الإنكليزية، وحملت عنوان "الموسم الخامس" (1971)، وفي العام التالي، انتقل إلى لندن حيث أسّس المجلّة الأدبية "Sixpack"، وواصل دراسته في جامعتي "لندن" و"إسيكس" حتى عام 1975، تاريخ نيله الماجستير في نظرية وممارسة الترجمة الأدبية، بإشراف الشاعر الأميركي تيد بيريغان.
درّس الراحل الأدب الإنكليزي في "جامعة منتوري"، ثم عمل أستاذاً زائراً في "جامعة كاليفورنيا"، قبل أن ينال الدكتوراه في الأدب المقارن عام 1990 من "جامعة ولاية نيويورك"، حيث عمل أستاذاً بين عامَي 1992 و2013.
نشر جوريس أكثر من 70 كتاباً في الشعر والترجمة والمقالات، من آخرها كتاب مقالات بعنوان "مسارات الثعلب وحكاياته وهرولاته" (2020)، وركّز في أبحاثه بشكل أساسي على الشعر المعاصر المكتوب بالإنكليزية، والنظرية الشعرية، والترجمة الأدبية، وأثر تفاعلات العولمة والثقافات المتعدّدة على الإنتاج الأدبي.
ومن مجموعاته الشعرية: "الاضطراب" (1991)، و"العبور الأخير للقناة" (1995)، و"تأمّلات في محطّات حياة الحسين بن منصور الحلاج" (2013)، و"h.j.r - هجر" (1999)، كما أصدر "حوارات في جبال البيرينيه" بالاشتراك مع أدونيس (2018).
في لقاء سابق له مع "العربي الجديد"، قال بيير جوريس إنّ طرفة بن العبد واحد من أبطاله في الشعر، ويعود هذا إلى معلّقته العظيمة ورفضه الانصياع لإرادة المَلك، مضيفاً أنّ علاقة عميقة تربطه بهذا الشاعر الرحّالة (الصعلوك)، حتى لو كانت الجغرافيات التي يتحرّك فيها تُسَمّى نيويورك وباريس ولندن ولوكسمبورغ.