رحيل المنصف وناس: علم اجتماع يتجاوز الحدود

رحيل المنصف وناس: علم اجتماع يتجاوز الحدود

04 نوفمبر 2020
المنصف ونّاس
+ الخط -

في الغالب، ينحصر الباحث في علم الاجتماع ضمن دائرة فضائه الخاص فتنحصر أبحاثه ودراساته في مجال بشري وحيد، عادة هو فضاء مدينته أو بلده. في العالم العربي، يحدث ذلك بشكل مضاعف، غير أن عالم الاجتماع التونسي المنصف وناس الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم قدّم محاولة جريئة في تجاوز الحدود القُطرية.

فإلى جانب أبحاثه حول المجتمع التونسي وأبرزها على الإطلاق كتابه "الشخصية التونسية" كان له انفتاح خاص على دراسة المجتمع الليبي بشكل مواز، حتى أنه وضع كتاباً حول "الشخصة الليبية"، وبشكل عام يمكن القول إن مجال اشتغاله هو المغرب العربي بشكل عام، ضمن مطمح أكبر هو أن يكون لعلم الاجتماع رؤية واسعة على المدى الثقافي الأكبر، ونعني هنا الثقافة العربية برمّتها.

نجد أثراً لهذا الهاجس في توسيع المجال الجغرافي للبحوث السوسيولوجية عند وناس في "الدولة والمسألة الثقافية في تونس" الذي أصدره خارج تونس، في بيروت تحديداً، عام 1988، ثم أتبعه بكتاب آخر بعنوان "الدولة والمسألة الثقافية في المغرب العربي" صدر عام 1996.

كما نلمح هذا الهاجس في نهايات كتاب "الشخصية التونسية"، فبعد أن خاض عالم الاجتماع التونسي في دراسة مجتمع بلاده، حاول استقراء "النظام القيمي العربي الجديد" كما نقرأ في عنوان أحد فصول الكتاب الأخيرة.

أما محاور الاهتمام الكبرى في مسيرة ونّاس البحثية والأكاديمية فهي تلامس اختصاصات فرعية كثيرة مثل سوسيولوجيا الدولة ومسألة المجتمع المدني وقضايا النخب وتفاعلاتها. وكان عالم الاجتماع التونسي من أكثر الباحثين حرصاً على رفد أبحاثه بأدوات علوم أخرى مثل الاقتصاد وعلم النفس والتاريخ.

ومن أبرز مؤلفات وناس: "الخطاب العربي: الحدود والتناقضات" (1992)، و"الظاهرة التشاركية في المغرب العربي" (بالفرنسية، 1997)، و"السلطة والمجتمع والجمعيات في ليبيا" (2000)، و"العسكر والنخب والتحديث" (2009)، و"المقاولون الجدد في ليبيا" (2010).

المساهمون