استمع إلى الملخص
- عمل العطية في الديوان الأميري وشارك في تأسيس "المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث"، وكتب في موضوعات متنوعة مثل الحب والوطن والقضية الفلسطينية، وترجمت بعض قصائده إلى الفرنسية والأوكرانية.
- يُعتبر العطية من الأصوات البارزة في الشعر القطري المعاصر، حيث تناول قضايا قومية واجتماعية، وبرز في الشعر الوجداني بعد اكتشاف النفط، مع أسماء مثل مبارك بن سيف آل ثاني ومحمد أحمد المطوع.
بدأ الشاعر القطري محمد بن خليفة العطية، الذي غادر عالمنا أمس الثلاثاء في العاصمة البريطانية لندن، أُولى تجاربه الشعرية في سنّ مبكرة، من خلال محاولاته في كتابة القصيدة النبطية، ثمّ نَشر أُولى قصائده في صحف ومجلّات محلّية، قبل أن يُصدر مجموعته الأُولى "مرآة الروح" عام 1989، والتي تلتها مجموعةٌ ثانية عام 2002 بعنوان "ذاكرةٌ بلا أبواب".
وُلد العطية عام 1962 في قطر، وحصل على بكالوريوس في اللغة العربية من "جامعة قطر" في الدوحة عام 1987، ثمّ عمل رئيساً لقسم الوثائق والأبحاث في الديوان الأميري واختير عضواً في "المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث" عند تأسيسه عام 1998.
جمع العطية، في تجربته، بين التراث الشعري العربي والاتجاهات الشعرية الحديثة؛ حيث توزّعت قصائدُه بين الشِّعر الحُرّ والعمودي، متناولاً فيها موضوعات مثل الحُبّ، والطبيعة، والوطن، والمرأة، وقضايا الإنسان العربي، وفي مقدّمتها القضية الفلسطينية.
وإلى جانب قصائده، التي تُرجم بعضها إلى اللغتين الفرنسية والأوكرانية، كانت للشاعر مساهمات نقدية في عددٍ من الصحف والمجلّات الأدبية والثقافية.
في 2004، أصدرت "مؤسّسة الرحاب الحديثة" كتاباً جماعياً عنه بعنوان "محمد بن خليفة العطية شاعراً وإنساناً"، تضمّن نصوصاً وشهادات وقراءات لشعراء ونقّاد وأكاديميّين، وحواراً معه أجراه الكاتب عبد الرحيم كمال ونُشر في صحيفة "الراية" القطرية عام 2003، إلى جانب مختارات من مجموعتيه الشعريّتَين.
في كتابه "الشعر الحديث في قطر: تطوُّره واتجاهاته الفنّية" (2005)، يُورِد الأكاديمي عبد الله المرزوقي اسم محمد بن خليفة العطّية في غير ما موضع من حديثه عن الأصوات البارزة في الشعر القطري المُعاصر، والذي يرى أنّه "تهيّأت له أسباب وبواعث ساعدت على تطوُّره شكلاً ومضموناً، فانتظمت القصيدة وغاب عنها ما كان فيها من ضعف في البناء والصياغة، وابتعدت كذلك عن محاكاة القديم، بل أصبح التوجُّه إلى التراث يتّسم بنظرة جديدة مفادُها الإفادة والدرس والفهم"، مشيراً إلى بروزه في أغراض شعرية بعينها؛ مثل مناهضة الاحتلال والتفاعُل مع القضايا القومية كقضية فلسطين، والشعر القومي، والغربة والحنين، والغزل، والشعر الديني.
وفي مقابل "الاتجاه المحافِظ"، يلفت المرزوقي إلى بروز الاتجاه الوجداني في القصيدة القطرية بعد اكتشاف النفط؛ حيث اتّجه الشعراء القطريون إلى "التعبير عما يعتمل داخل النفس من أفكار ذاتية، كما اتّجهت المعاني الى ما يسيطر على الناس من أمراض العصر، من مشاعر التمزّق والاضطراب والقلق والحيرة والشكّ والغربة"، مشيراً إلى أنّ محمد بن خليفة العطية أحد الأصوات البارزة في هذا الصعيد إلى جانب أسماء مثل: مبارك بن سيف آل ثاني، محمد أحمد المطوع، ومعروف رفيق، وعلي ميرزا، وحصة العوضي، وزكية مال الله، ومحمد قطبة.