ذكرى ميلاد: نازك.. طرب لم يكتمل

ذكرى ميلاد: نازك.. طرب لم يكتمل

14 أكتوبر 2021
(نازك، 1928 - 1999)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الرابع عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، ذكرى ميلاد المطربة اللبنانية نازك (1928 – 1999).


في أواسط أربعينيات القرن الماضي، اكتشف الملحن حليم الرومي نازك التي تحلّ اليوم الخميس ذكرى ميلادها، حيث بدا صوتها شبيهاً بأسمهان فقدّمها للعمل في إذاعة "الشرق الأدنى" كمرددة في الكورس، كما تابع تدريبها وتعليمها فن الغناء والمقامات، وألحقها فيما بعد بالغناء في برامج الإذاعة، وحققت نجاحاً لفت انتباه جمهور المستمعين في لبنان ثم العالم العربي.

صدفة ستقود المطربة اللبنانية ذات الأصول الليبية هيبة المدقة الحسيني (1928 – 1999) إلى عالم الطرب، واستبدلت اسمها بـ"نازك"، وأثناء عملها في الإذاعة قدّمت أولى أغانيها "ولو يا أسمر" من ألحان الموسيقي السوري محمد محسن (1922 – 2011)، وسرعان ما جذبت أنظار عدد من الملحنين المصريين.

بحلول عام 1953، انتقلت نازك إلى القاهرة من أجل المشاركة في فيلم "بنت الجيران" الذي حالت الظروف دون إنتاجه، وهناك التقت محمد حسن الشجاعي، رئيس قسم الموسيقى بالإذاعة المصرية، الذي أعجب كثيراً بصوتها ومكّنها من التعاون مع كبار الملحنين، وكان لقاؤها الأول مع الملحن أحمد صدقي الذي لحن لها أغنية "سهران".

من أبرز محطات مشوارها، كان لقاؤها مع الملحن محمد فوزي الذي لحّن لها أغنية "كل دقة في قلبي" التي تحمل عنوان الفيلم ذاته، الذي أنتجه، وشاركته نازك بطولته، لكن خجلها الشديد كما يروي عدد من النقّاد لم يمكنها من الحضور أمام الكاميرا، ولم تتكرّر التجربة مرة أخرى.

غنت في الفيلم "أحن قلب في الدنيا" وهي من ألحان فوزي أيضاً، وواصلت تعاونها مع أحمد صدقي في عدد من الأغاني مثل "أنا والنجوم"، و"كتبوا كتابك"، وو"سالماً يا إلهي"، كما لحّن لها رياض السناطي أغاني "هوه ده الكلام"، و"جمال الروح"، و"ليته يعرف الملل".

مثّلت الخمسينيات والستينيات فترة ذهبية لنازك التي لحّن لها فريد الأطرش أغنية "ما تقلش كنا وكان"، وزكريا أحمد أغنية "أنا والربيع"، كما لحن لها محمود الشريف أغنية "صدى حلم"، ومحمد الموجي أغنية "العش المهجور"، ومنير مراد أغنية "أيامي القليلة معاك"، كما غنّت قصيدة "سكن الليل" لجبران خليل جبران ولحنها فريد غصن، والتي أعادت فيروز أداءها بألحان محمد عبد الوهاب، إلى جانب أغنية "نور الصباح ما أحلاه" من ألحان عبد الحميد توفيق زكي.

بتتبع مشوارها، يلاحظ عدم استمرارها في التعاون مع كلّ ملحن لفترة طويلة، إنما لأغانٍ محدودة، وذلك لأسباب مجهولة، كما أنها لم تستقر في مصر طويلاً إذ سرعان ما عادت إلى لبنان بعدما شاركت مغنين أردنيين وعراقيين وسوريين بعض الأغاني، ومنه سافرت إلى موطنها الأصلي ليبيا وقدّمت هناك أغنيات لملحنين ليبيين، ومنها "في غلطتك سامحتك"، و"بعد التلاقي"، و"التقينا".

لم تستطع نازك أن تستكمل درب الغناء بعد عودتها إلى لبنان بداية الثمانينيات، وبعد سنوات قليلة اعتكفت في منزلها، تاركة إرثاً مهماً لكن أغانيها مثل شخصيتها غيبها النسيان.

المساهمون