ذكرى ميلاد: كرم مطاوع والمسرح السياسي المصري

ذكرى ميلاد: كرم مطاوع والمسرح السياسي المصري

07 ديسمبر 2020
(كرم مطاوع)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، السابع من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى ميلاد الممثل والمخرج المسرحي المصري كرم مطاوع (1933 – 1996).


في عام 1964، أخرج كرم مطاوع مسرحيته الأولى "الفرافير" المأخوذة" عن نص مسرحي ليوسف إدريس يحمل العنوان ذاته، التي اختارها لتقديم مضمونها حول الصراع الطبقي والسلطة من خلال علاقة عبدٍ بسيده التي لم يستطع أي نظام اجتماعي تفكيكها، وكيف أن السيد لا وظيفة له ولم يتعلمّ مهنة واحدة في حياته، ويتبعه فرفور الذي يشاركه مهنة حفر القبور.

شكّلت المسرحية بوابة لدخول الممثل والمخرج المصري (1933 – 1996) عالم المسرح الذي عكس إلى حد كبير آراءه السياسية ذات الميول اليسارية، والتي عبّر عنها في عمل أساسي من تـأليف صديقه الشاعر نجيب سرور بعنوان "ياسين وبهية" سنة 1965، والتي تختزل سيرة أكثر من قرن من حياة الفلاح المصري وتحوّلاته من خلال صراعه مع فساد الإقطاعيين، وتطرح أسئلة حرجة حول طبيعة الاستغلال والظلم اللذين لحقا به ولا سبيل للتخلصّ منهما سوى بالتحرّر الاجتماعي والسياسي.

اعتبرت مسرحيته "الفتى مهران" عام 1966 بمثابة نبوءة بهزيمة حزيران/ يونيو

وُلد مطاوع في مدينة دسوق وحصل على ليسانس الحقوق ثم بكالوريوس المسرح من المعهد العالي للدراما عام 1955، ثم التحق بأكاديمية الفنون في روما ثم عاد إلى مصر حيث بدأ مشواره في فترة شهدت بروز العديد من المسرحيين الذين قدّموا تجارب مهمة ومنهم سعد أردش وألفريد فرج ونبيل الألفي، وسعى في أعماله إلى تكريس حداثة المسرح المصري من خلال اعتماده على تقنيات المسرح البريختي.

وفي عام 1966، لعب دور البطولة في فيلم "سيد درويش" الذي أخرجه أحمد بدرخان وشاركته العمل الفنانة هند رستم، ثم قدّم خلال السنة التالية فيلم "إضراب الشحاتين" من إخراج حسن الإمام عن قصة لإحسان عبد القدوس، وانقطع بعد ذلك عن السينما لمدة تصل إلى عشرين عاماً.

اعتبرت مسرحيته "الفتى مهران" التي أخرجها عام 1966 عن نص لعبد الرحمن الشرقاوي، الذي تعاون معه في عدّة أعمال، بمثابة نبوءة بهزيمة حزيران/ يونيو التي وقعت في العام التالي، وتناول خلالها استبداد الحقبة الناصرية ومنع التعددية السياسية، وانتقد الدخول في حرب اليمن، ونفاق مجموعة من الوصوليين باسم الثورة، لحجب الحقائق وعزل الحاكم عن الشعب.

كان مطاوع من أشدّ المعارضين لسياسات الرئيس المصري أنور السادات، وبسبب آرائه الحادة غادر مصر وعمل في أكثر من بلد عربي، وقد صرحت زوجته السابقة الفنانة سهير المرشدي بمناسبة تكريمه الرسمي لأول مرة عام 2017، خلال "مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي" بأنهما عانيا كثيراً بسبب مواقفه السياسية.

قدّم الفنان الراحل عدداً من المسرحيات منها "يا بهية وخبريني" وهي من تأليف نجيب سرور التي تكمل ملحمة الفلاح المصري خلال الاستعمار البريطاني ثم بعد الاستقلال، و"وطني عكا" من تأليف الكاتب عبد الرحمن الشرقاوي وتتناول الصراع العربي الإسرائيلي بين عامي 1967 و168، و"ليلة مصرع جيفارا" من تأليف ميخائيل رومان، و"ثأر الله" عن مسرحيتي عبد الرحمن الشرقاوي "الحسين ثائراً" و"الحسين شهيداً"، وقد منعت من العرض.

المساهمون