ذكرى ميلاد: عبد المنعم مدبولي.. دروس في الكوميديا

ذكرى ميلاد: عبد المنعم مدبولي.. دروس في الكوميديا

28 ديسمبر 2020
(عبد المنعم مدبولي، 1921 - 2006)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثامن والعشرون من كانون الأول/ ديسمبر، ذكرى الفنان المسرحي المصري عبد المنعم مدبولي (1921 – 2006).
قبل أن يبلغ العشرين من عمره، أصبح عبد المنعم مدبولي بطل "فرقة فاطمة رشدي" في الليلة الثانية من التحاقه بها لتأدية دور صغير لا يردد فيه إلا عبارة واحدة، لكنه ما إن صعد الخشبة حتى تم اختياره لدور البطولة، وبعد مرور فترة قصيرة توقّفت العروض المسرحية في القاهرة مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، حيث درس بعدها في كلية الفنون الجميلة.

شكّلت تلك الحادثة درساً للفنان المسرحي المصري (1921 – 2006) الذي تمسّك بقناعة راسخة حتى رحيله، مفادها أن الفن لا يمكن أن يحمي الإنسان كما يتحدث عنه محمود السعدني في كتابه "مضحكون" حيث يصفه بالجبن، وأنه ظلّ يخاف على أكل عيشه حتى النهاية، لافتاً إلى أنه "لا يؤمن أيضاً بأن الموهبة سلاح، وأنه فلاح إذا فاته الميري فسيذهب يتمرغ في ترابه، وهو لا يؤمن إلا بالشهادات والدرجات".

مدبولي الذي استحق مكانة مهمة في تاريخ الكوميديا المصرية، لم تمنحه الأمان سوى الوظيفة الحكومية، لذلك تقدم بطلب إلى وزير المعارف ليلحقه بوظيفة خالية بكلية الفنون، وقدم طلباً للالتحاق كطالب في معهد التمثيل، وجاء الرد على الطلبين بالموافقة، وأصبح الشاب الصغير مدرساً وطالباً فى الوقت نفسه، بحسب كتاب السعدني.

كتب قصة وسيناريو العديد من الأعمال المسرحية والأفلام السينمائية

في مرحلة مبكرة، أسّس "فرقة المسرح الحر" سنة 1952 والتي قدّم من خلالها مسرحيات "الأرض الثائرة"، و"حسبة برما"، و"الرضا السامي"، و"خايف اتجوز"، و"مراتي بنت جن"، و"مراتي نمرة 11"، و"كوكتيل العجائب"، وانضم لاحقاً إلى "فرقة التلفزيون المسرحية" التي كان يترأسها السيد بدير، ثم أدار "فرقة المسرح الكوميدي" وأخرج أعمالاً مثل "جلفدان هانم" و"أنا وهو وهي" و"دسوقي أفندي" و"مطرب العواصف"، كما أخرج لـ "فرقة إسماعيل يس" عملين هما "3 فرخات وديك" و"أنا وأخويا وأخويا".

أنشأ بعد ذلك "فرقة الفنانين المتحدين" وقدم من خلالها أبرز أعماله المسرحية ومنها "البيجاما الحمراء"، و"الزوج العاشر"، و"العيال الطيبين"، ثم انفصل عنها عام 1973، ليؤسس بعد عامين فرقته "المدبوليزم" التي قدّمت مسرحيات مثل "راجل مفيش منه"، و"يامالك قلبي"، و"مولود في الوقت الضائع"، و"مع خالص تحياتي"، و"حمار ماشالش حاجة".

تعدّدت مواهب مدبولي حيث كتب قصة وسيناريو العديد من الأفلام السينمائية، وكان أولها فيلم "حايجننوني" (1960) من بطولة إسماعيل ياسين وإخراج فطين عبد الوهاب، و"غراميات امرأة" (1960) من إخراج طلبة رضوان، و"أنا وهو وهي" (1964) والذي كتب قصته للمسرح أولاً قبل أن تتحول إلى عمل سينمائي بإخراج فطين عبد الوهاب، و"غرام في أغسطس" الذي كتب السيناريو والحوار بالاشتراك مع حسين عبد النبي عن قصة لكمال الشناوي أخرجها فطين عبد الوهاب أيضاً، و"شنطة حمزة" (1967) من إخراج حسن الصيفي، و"العتبة جزاز" (1969) من إخراج نيازي مصطفى.

كما حقّقت برامجه للأطفال نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، وفي مقدّمتها مسلسل "أبنائي الأعزاء شكراً" (1979) للمخرج محمد فاضل الذي قدّم فيه شخصيات بابا عبده، وشاركه البطولة يحيى الفخراني وفاروق الفيشاوي وصلاح السعدني وآثار الحكيم وحسن حسني ومحمود الجندي وفردوس عبد الحميد، إلى جانب أدواره في مسلسلات "عالم عم أمين"، و"جحا المصري"، و"ناس ولاد ناس"، و"يوميات ونيس".

قدّم مدبولي عشرات الأعمال المسرحية والسينمائية، كما شارك في عدد من المسلسلات التلفزيونية كان آخرها "الكلام المباح" عام 2005 من تأليف سناء البيسي وسيناريو وحوار عاطف بشاي وإخراج إبراهيم الشقنقيري والذي أنتج قبل رحيله بعام واحد.

المساهمون