ذكرى ميلاد: سناء جميل.. خمسون عاماً على الخشبة

ذكرى ميلاد: سناء جميل.. خمسون عاماً على الخشبة

27 ابريل 2022
(سناء جميل، 1930 - 2002)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم السابع والعشرون من  إبريل/ نيسان ذكرى ميلاد الممثلة المصرية سناء جميل (1930 – 2002).


في عام 1952، صعدت سناء جميل التي تحلّ اليوم الأربعاء ذكرى ميلادها على خشبة المسرح، وهي لا تزال طالبةً في "المعهد العالي للفنون المسرحية"، ولم يمرّ ذلك الحدث عابراً في حياتها، إذ طُردت من بيت عائلتها المحافظة (أسرة قبطية من مدينة المنيا)، ما اضطرها إلى العمل في مهن عديدة، مثل التطريز، لتتمكّن من الإنفاق على دراستها.

لفتت الممثلة المصرية (1930 – 2002) الأنظار منذ أدوارها الأولى، ونالت ثقة المخرج المسرحي زكي طليمات الذي غيّر اسمها الحقيقي، ثريا يوسف عطا الله، إلى اسمها الفني الذي عُرفت به، وساعدها على الإقامة فى بيت طالبات المعهد، وضمها إلى "فرقة المسرح الحديث" بعد أن تخلّى عنها أهلها، لإيمانه بقدراتها وإمكاناتها الفنية.

قدّمت شخصية "شبيبة" في مسرحية "ابن جلا" من تأليف محمود تيمور وإخراج طليمات سنة 1962، لتتوالى عليها العروض للعمل في مسرحيات عدّة، منها "ماكبث" و"جمالات في الدخان" (1962)، و"شمس النهار" و"المهزلة الأرضية" (1965)، و"شهر زاد" (1966)، و"نور الظلام" (1971)، "ليلة مصرع جيفارا" و"الحصان" (1980)، كذلك شاركت الفنان جميل راتب بطولة مسرحية فرنسية بعنوان "رقصة الموت" للمخرج جان بيير لاري، عُرضت في باريس عام 1978.

قدّمت أكثر من مئتين وأربعين عملاً في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة

بعد نحو خمسين عاماً من العمل المتواصل على الخشبة، أنهت جميل مشوارها المسرحي في عرض "الزيارة" (1994) عن نص "زيارة السيدة العجوز" للكاتب السويسري فرديريش دورينمات، وترجمة وإعداد يسري خميس، وإخراج الفنان محمد صبحي، حيث شاركت جميل راتب البطولة أيضاً، وتتناول الأحداث حكاية سيدة غابت عن بلدتها لسنوات طويلة، وعادت لتنتقم ممن أجبروها على المغادرة، وتأجج الصراع بينهم للزواج بها طمعاً في ثروتها.

بدأت عملها في السينما بعد أن اعتذرت فاتن حمامة عن أداء دور نفيسة في فيلم "بداية ونهاية" عن رواية نجيب محفوظ، حيث اختارها المخرج صلاح أبو سيف لتجسيد الشخصية سنة 1960، بعد أن قدّمت أدواراً ثانوية في أكثر من ثلاثين فيلماً خلال الخمسينيات.

من أهمّ الأدوار التي قدّمتها على الشاشة الفضية كانت في أفلام "بلا دموع" (1961) لمحمود ذو الفقار، و"فجر يوم جديد" (1965) ليوسف شاهين، و"المستحيل" (1965) لحسين كمال، و"الرسالة" (1976) لمصطفى العقاد، و"الشك يا حبيبي" (1979) لهنري بركات، و"المجهول" (1984) لأشرف فهمي، و"عندما يأتي المساء" (1985) لهاني لاشين، و"سواق الهانم "(1994) لحسن إبراهيم، و"السيد كاف" (1994) لصلاح أبو سيف، و"اضحك الصورة تطلع حلوة" (1998) لشريف عرفة، وغيرها.

وفي الدراما التلفزيونية، كانت البداية الحقيقية لسناء جميل في مسلسل "هارب من الأيام" (1963) من تأليف ثروت أباظة وإخراج نور الدمرداش، وكذلك في "سيداتي آنساني" (1970) من تأليف عاصم توفيق وإخراج إنعام محمد علي، و"دعوني أعيش" (1984) من تأليف فيصل ندا وإخراج إبراهيم الشقنقيري، و"الراية البيضا" (1988) من تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج محمد فاضل، و"خالتي صفية والدير" (1994) من تأليف بهاء طاهر وإخراج إسماعيل عبد الحافظ، و"الرقص على سلالم متحركة" (2002) من تأليف كرم النجار وإخراج مصطفى الشال.

قدّمت سناء جميل أكثر من مئتين وأربعين عملاً في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، لكن تجربتها المسرحية ظلّت الأقرب إلى قلبها، والأكثر تأثيراً وحضوراً لدى المتلقين والنقاد، بسبب انحيازها إلى النصوص الجيدة ورفضها التمثيل في أدوار لا تناسبها.


 

المساهمون