ذكرى ميلاد: إبراهيم أبو لغد.. السياسة من منظور رجل الفكر

ذكرى ميلاد: إبراهيم أبو لغد.. السياسة من منظور رجل الفكر

15 فبراير 2021
(إبراهيم أبو لغد، 1929 - 2001)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الخامس عشر من شباط/ فبراير، ذكرى ميلاد الباحث والكاتب الفلسطيني إبراهيم أبو لغد (1929 – 2001).

 

يكتب إدوارد سعيد في مقال يرثي صديقه إبراهيم أبو لغد الذي تحلّ اليوم الإثنين ذكرى ميلاده: "عرّفني على فلسطين كموضوع وكتجربة معاشة. كان يكبرني بسبع سنوات، ومعرفته في فترة حياة فلسطين الانتدابية راسخة في وجدانه بشكل أثار في نفسي وفي كثير ممّن حوله الرغبة في استعادة ذكرياتنا المدفونة منذ أيامنا الأولى، قبل أن تغير النكبة كل شيء. كان لديه معرفة هائلة ومتراكمة بشكل واضح ومفصلي لتاريخنا، بالإضافة إلى ذاكرة حية عن المكان وكل ما ينتمي إليه من أشخاص أو أشياء، أين ذهبوا، وأين يعيشون الآن أو عندما اختفوا".

شهادة تبدو معبّرة ومكثفة حول الباحث والكاتب الفلسطيني (1929 – 2001) الذي جمع بين التدريس والبحث الأكاديمي وبين الانخراط في الشأن العام؛ قراءة وتحليلاً وعملاً تنظيمياً، وكان لديه نشاطه السياسي والاجتماعي الواصع بين صفوف العرب المقيمين في الولايات المتحدة من أجل توحيد جهودهم لصالح القضية الفلسطينية.

تميز بقدرته على استحضار شواهد من التاريخ كمعلّم وكسياسي كاريزماتي

وُلد أبو لغد في حي المنشية بمدينة يافا إبّان الاحتلال البريطاني لفلسطين، وواصل فيها تعليمه حتى انتقل إلى أميركا عام 1948، والتحق بـ"جامعة إلينوي" لينال منها درجة البكالوريوس في الآداب سنة 1951، ثم الماجستير في الأدب ودكتوراه الفلسفة في دراسات الشرق الأوسط من "جامعة برنستون" سنة 1957.

بدأ عمله أستاذاً جامعياً في عدد من الجامعات الأميركية والكندية منها "كلية سميث" و"جامعة نورثويسترن" و"جامعة مكغيل". وبعد هزبمة حزيران/ يونيو عام 1967، ألحّت عليه أسئلة الهوية والتحرّر الوطني في حوار جمعه مع عدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية في الولايات المتحدة، أو في محاضراته ولقاءاته التي حاول من خلالها إضاءة الصراع العربي الصهيوني.

في عام 1977، انضمّ أبو لغد إلى "المجلس الوطني الفلسطيني" حيث شرع في تحقيق حلم راوده بتطوير التعليم الذي رأى أساس التحرر والاستقلال، فساهم في تأسيس مشروع "جامعة فلسطينية وطنية مفتوحة" في بيروت تحت رعاية "اليونسكو"، غير أن المشروع لم ينفذ آنذاك بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

رفَض منذ سبعينيات القرن الماضي جميع الحلول التسووية للقضية الفلسطينية، واستمرّ على نهجه المعارض للمفاوضات في ظلّ اختلال الإرادات، وصولاً إلى موقفه الرافض من "اتفاقية أوسلو" سنة 1993، حيث قرّر حينها العودة إلى فلسطين واستكمال مشروعه في بناء المؤسسات الفلسطينية التعليمية والثقافية، التي آمن أنها خيار استراتيجي في زمن التخاذل السياسي.

أصدر عدّة مؤلّفات، منها: "المواجهة العربية الإسرائيلية في 1967: منظور عربي"، و"تهويد فلسطين" (إعداد وتحرير)، و"إعلان المبادئ الفلسطيني ـ الإسرائيلي"  (تحرير إبراهيم أبو لغد وآخرون)، و"المقاومة والمنفي والعودة: حوارية مع هشام أحمد فرارجة"، و"المشهد الفلسطيني" (إدوارد سعيد وآخرون)، و"الفلاحون الفلسطينيون من الاقتلاع إلى الثورة" (تقديم)، إلى جانب: "دليل اختبار وتقويم المسائل السمعية والبصرية من المواد التعليمية"، و"أثر التدريب في تغير الاتجاهات ـ دراسة تجريبية"، و"البحث الاجتماعي: مناهجه وإدارته"، و"التقويم في برامج تنمية المجتمع".

يشير إدوارد سعيد في المقالة ذاتها المشار إليها سابقاً إلى أن أبو لغد "تميّز بقدرته على استحضار شواهد من التاريخ كمعلّم وكسياسي كاريزماتي أشعلت بصيرته فتيل صداقة استمرت لقرابة خمسين عاماً".

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون