ذكرى ميلاد: أحلام وهبي.. ألحان مصرية لصوت بغدادي
تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها، في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، السادس من حزيران/ يونيو، ذكرى ميلاد المطربة العراقية أحلام وهبي (1938 – 2020).
نشأت أحلام وهبي التي تحلّ اليوم الأحد ذكرى ميلادها في بيت أدب وفن. فوالدها الشاعر حافظ جميل (1908 – 1984)، وأشرفت على تربيتها الفنانة منيرة الهوزوز (1893 – 1995)، حيث تعلّفت وهي لا تزال طفلةً بأغاني صباح ونعيمة عاكف بعد أن شاهدت عدداً من أفلامهم في صالات السينما البغدادية.
تقدّمت المطربة العراقية (1938 – 2020) إلى اختبار الإذاعة العراقية وهي في الرابعة عشرة من عمرها، لكنها لم يتمّ قبولها آنذاك، إلا أنها واصلت التدريب والاستعداد حتى تمكّنت من اجتيازه بعد نحو أربعة أعوام بعد تلقيها التدريب على يد الملحن أحمد الخليل (1922 – 1998)، وأدت أولى أغانيها مثل "عشاق العيون" من ألحان خليل مختار عام 1958.
تعاونت وهبي مع عدد من أبرز الملحنين العراقيين، منهم ناظم نعيم وخزعل مهدي وعباس جميل ورضا علي وياسين الراوي، وتوالت الأغاني التي نالت رواجاً واستحساناً، ومنها "والله حرت وياك يا عيني"، و"سبعة أيام من عمري"، و"وحيدة يا يمة"، و"هلهلي وغنيلي يوم الفرح" وغيرها.
كذلك شاركت عام 1965 في حفل غنائي في الكويت مع نجاة الصغيرة ومحمد رشدي وفايزة أحمد، بحضور فريد الأطرش الذي اقترح عليها السفر إلى القاهرة، وهناك قدّمت أغانيها باللهجة العراقية في حفل أضواء المدينة في تلك السنة، لكنها فؤجئت بردّ فعل الجمهور الذي أرادها أن تغني بالدارجة المصرية، فاستجابت لهم في عدد من الألحان التي قدّمتها إلى المتلقي المصري.
"زمان يا جار" عنوان الأغنية التي لحنها محمد الموجي لأحلام، وشكّلت انطلاقتها الحقيقية في القاهرة، وأقامت عدداً من الحفلات خلال ستينيات القرن الماضي في بورسعيد ودمياط والزقازيق، ولفتت إليها الأنظار بأدائها المميز للأغنية العاطفية الحزينة بأسلوب تعبيري يمتزج بمسحة فرح.
ومثّلت أحلام في أفلام عدّة، منها "بصرة ساعة 11" من إخراج وليم سايمون، حيث قدمت فيه أغنية "الشقاوة"، واشتركت في فيلم "ليالي العذاب" من تأليف قاسم غرام وإخراج جواد الشيخلي، و"بأمر الحب" للمخرج محمد سلمان وبطولة الفنان عبد السلام النابلسي والمطربة صباح، لكنها تشير في مقابلة تلفزيونية إلى أنها لم تحترف التمثيل، بل ظهرت في أعمالها السينمائية مغنية فقط.
في عام 1970، انتقلت للإقامة في بيروت، وهناك واصلت العمل حيث تعاونت مع بليغ حمدي الذي لحن لها أغنية "بين النجوم"، ولم تلق نجاحاً كبيراً لأنها لم تناسب صوتها، بحسب تصريحاتها، وغنّت أيضاً "الفلاحة" للملحن منير مراد، و"إيه شكل الحب يمة"، للملحن سيد مكاوي.
عادت أحلام إلى بغداد في منتصف السبعينيات لتقدّم الأغاني البغدادية الخفيفة مثل "بريئة"، و"لو الك عندي عتاب"، و"لا انت ترحمني ولا عزالي "، و"ألوم العين"، و"أهلي ما يرضون"، و"هلي يا ظالم"، و"كدر الخاطر"، و"وردة ليش ذبلانة"، و"لا يا قلبي"، و"يتيمة"، وأعادت تسجيل أغانٍ لمنيرة الهوزوز، ومنها "عيني عالهوزوز" و"قلبك صخر جلمود" وغيرهما، إلى أن اعتزلت الغناء في بداية التسعينيات.
