"دفاتر رويان"... بيكاسو في لحظة تحوّل

15 فبراير 2025
من المعرض
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- معرض "دفاتر رويان" في متحف بيكاسو بمالقة يعرض دفاتر الرسم الثمانية التي أنشأها بيكاسو خلال إقامته في رويان أثناء الحرب العالمية الثانية، مما يكشف عن تطور أسلوبه الفني وتأثير الحرب عليه.
- تتضمن الدفاتر مئات الرسومات التي تتنوع بين الكلاسيكية والجذرية، مثل تمثيلات لدورا مار ورسومات مصارعة الثيران، مما يعكس تنوع العملية الإبداعية لبيكاسو.
- يضم المعرض أيضاً أعمالاً لدورا مار ولوحات زيتية كبيرة، منها لوحة تبرع بها بيكاسو لمدينة أثينا تكريماً لمقاومة الشعب اليوناني.

جرت العادة أن تُقام المعارض عن بيكاسو استناداً إلى مواضيع لوحاته، أو المدارس الفنية التي دار في فلكها، أو حتى العصر الذي انتمى إليه. غير أن معرض "دفاتر رويان" المقام حالياً في "متحف بيكاسو"، بمدينته الأم، مالقة، ويتواصل حتى الثلاثين من نيسان/ إبريل المقبل، مختلفٌ بعض الشيء، فهو يضمُّ دفاتر الرسم الثمانية التي أنتجها الفنان الإسباني (1881 - 1973) أثناء إقامته في مدينة رويان، على الساحل الفرنسي الأطلسي. 

بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، انتقل بيكاسو إلى رويان، تحديداً، في أيلول/ سبتمبر من عام 1939، مبتعداً في ذلك عن التهديد الذي كان يمكن أن يشكّله العيش في باريس، وهناك بقي حتى آب/ أغسطس 1940، برفقة دورا مار عشيقته، وخايمي سابارتيس، صديقه وسكرتيره، الذي سجّل، كشاهد، تلك المرحلة في فصل من مذكراته حمل عنوان "بيكاسو: صور وذكريات". 

سنعرف من خلال المعرض أن بيكاسو عند وصوله إلى رويان، يقيم مع دورا مار في فندق "دو تيجر"، وأنه في ما بعد استأجر في مبنى سكني يُعرف باسم "Les Voiliers"، بالقرب من الميناء، حيث انجذب إلى إضاءته والمنظر البانورامي الذي يوفّره. 

تتضمن الدفاتر مئات الرسومات، التي وضعت في سياق الرسومات واللوحات الأخرى المنفّذة في ذلك الوقت، بما في ذلك لوحة "امرأة تمشط شعرها" الضخمة، والتي تسمح لنا بتتبع العملية الإبداعية وتنوعاتها. لا تكشف دفاتر الرسم عن أفكارٍ لأعمالٍ واشتغالاتٍ كبيرة فحسب، بل تكشف أيضاً عن نهج متطوّر في شكل وأسلوب عمل بيكاسو، إضافة إلى كيفية تأثير الحرب العالمية الثانية عليه شخصياً وفنياً. 

يكشف نهجاً متطوّراً في شكل وأسلوب الفنان، إضافة إلى انعكاسات الحرب

تتراوح صفحات الدفاتر بين رسومات كلاسيكية، مثل صورة أميرة شابة مستوحاة من سيد مولان، إلى تمثيلات جذرية لدورا مار، إضافة إلى رسومات مصارعة الثيران؛ وهو موضوع كان حاضراً دائماً في خيال بيكاسو. كذلك تمكن ملاحظة زخارف ونماذج رسومات يمكننا اعتبارها أصداء لأعمال وفترات لاحقة، من بين مئات الرسومات التي تشغل الدفاتر، إضافة إلى تنويعات على أعمال على القماش مثل "تمثال نصفي لامرأة بذراعيها متقاطعتين خلف رأسها" (1939) أو "امرأة تمشط شعرها" (1940). 

كذلك ثمة لوحة زيتية كبيرة على قماش تُظهر المنظر الذي كان يراه يومياً من نافذة مرسمه، إضافة إلى مقهى "أون رويان". تظهر كذلك رسومات تحضيرية لـ"رأس امرأة للشعب اليوناني"، حيث تم الانتهاء من اللوحة بشكل كامل في ورشة عمل Gerbier de Jonc وتم نقلها إلى الاستوديو الجديد في Les Voiliers. وفي أيار/ مايو 1946، تبرّع بها بيكاسو لمدينة أثينا، مشاركاً بذلك مجموعة فنانين فرنسيين لتكريم مقاومة الشعب اليوناني بعد الحرب العالمية الثانية. 

يضم المعرض أيضاً أعمالاً أنتجتها دورا مار خلال تلك المدّة، إضافة إلى رسومات لرؤوس بيكاسو وهو يرتدي القبعات.

 

المساهمون