"دراسات في ثورة التحرير الجزائرية": 15 باحثاً

05 مارس 2025
يُبرز الكتاب تنوع الإشكاليات المتعلقة بالثورة الجزائرية وتشعبها
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يهدف الكتاب "دراسات في ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962)" إلى تقديم قراءة جديدة للثورة الجزائرية من خلال خمسة عشر فصلاً كتبها باحثون أكاديميون عرب، وهو نتاج مؤتمر علمي نظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في مايو 2022.

- يناقش الكتاب في أقسامه الأربعة فلسفة الثورة الجزائرية، الروايات الشفوية، تأثير الثورة دولياً، والعلاقة بين السياسي والعسكري خلال الثورة وما بعدها.

- تقدم الخاتمة تأملات حول آفاق البحث التاريخي في الثورة الجزائرية، مشيرة إلى أهمية إعادة قراءة الثورة في ذكرى انتصارها الستين.

صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" كتاب "دراسات في ثورة التحرير الجزائرية (1954-1962)"، الذي يضم مقدمة وخمسة عشر فصلاً لخمسة عشر باحثاً أكاديمياً عربياً من اختصاصات متنوعة، منها التاريخ وعلم الاجتماع والفلسفة والاقتصاد والأنثروبولوجيا.

يحاول الكتاب تقديم قراءة جديدة للثورة الجزائرية تلقي الضوء على موضوعات لا تزال مطموسة المعالم في تجربة ثورية قلَّ نظيرها، وشكلت منعطفاً تاريخياً لا في تاريخ الجزائر المعاصر فحسب، بل في المنطقة العربية برمتها، وهو نتاج مؤتمر علمي نظّمه "المركز العربي" بعنوان "الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستين: إعادة قراءة لمسارها، ومكانتها، وما تراكم من سرديات عنها" في 28 و29 أيار/ مايو 2022، حيث جُمعت وحُررت أبرز أوراق المشاركين في هذا المؤتمر، وأضيفت إليها فصول أخرى محكّمة، بتحرير المؤرخين الجزائريين ناصر الدين سعيدوني وفاطمة الزهراء قشي.

ينقسم الكتاب إلى أربعة أقسام. يناقش القسم الأول فلسفة الثورة الجزائرية وبعدها الأيديولوجي. وهو يتعلق بالأبعاد الفكرية والمفهومية والفلسفية والجانب التنظيري لأحداث هذه الثورة وحيثياتها، ويندرج ضمن محاولات تفسير طبيعتها، من خلال طرق موضوعات كانت ولا تزال محل تجاذب بين رؤية الجزائريين للثورة الجزائرية وتقييم الآخرين لها ونظرتهم إليها. 

يضيء الباحثون موضوعات لا تزال مطموسة المعالم في تجربة ثورية قلَّ نظيرها

ويتضمن هذا القسم ثلاثة فصول: "الثورة الجزائرية من منظور الفلسفة الاجتماعية" للزواوي بغورة، و"مؤتمر الصومام: بين البعد الأيديولوجي والرؤية الاستراتيجية" لناصر الدين سعيدوني، و"الثورة الجزائرية: نشأة نقد الاستشراق وميلاد صراع الحضارات" لياسر درويش جزائرلي.

ويناقش القسم الثاني موضوع الثورة الجزائرية في الروايات الشفوية والتقارير والكتابات التاريخية؛ إذ يهتم بالجانب التوثيقي في هذه الثورة وبأدبياتها وسردياتها، من خلال الروايات المحلية أو الكتابات الأجنبية أو التقارير الدبلوماسية. ويشتمل هذا القسم على خمسة فصول: "من الذاكرة إلى التاريخ: قراءة في عيّنات من الأبحاث التاريخية في الجزائر" لفاطمة الزهراء قشي، و"الثورة الجزائرية بين القطيعة والتواصل: قراءة في شهادات بعض الفاعلين ومذكراتهم" لأحمد صاري، و"الثورة الجزائرية في اللسان الشعري النسوي في الولاية الثالثة (1954–1962)" ليسمينة سعودي، و"إشكالية التأريخ لحرب الجزائر وذاكرتها في فرنسا" لمسعود ديلمي، و"حرب التحرير الجزائرية في التقارير الدبلوماسية والكتابات الأكاديمية الأميركية" لمحمد مزيان.

أما القسم الثالث فيضمّ فصولًا تخص مجالات تفاعل الثورة الجزائرية وتأثيرها في محيطَيها القريب والبعيد، وكلّها تبرز قدرة هذه الثورة على التحكم في معطيات هذا المحيط، وكسب التأييد الدولي، وخاصة تأييد البلدان المغاربية والعربية، واستمالة القوى العظمى، وكذلك العمل على نقل الثورة إلى ديار المستعمر واستغلال تناقضات المجتمع الفرنسي في فرنسا واستغلالها في الضغط على الحكومة الفرنسية، كما حدث بعد مسيرات 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961. ويضم هذا القسم خمسة فصول، هي: "مظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 1961 وتطور الموقف الفرنسي: من الإنكار إلى الاعتراف" لخالد منّه، و"فرق المهاري الصحراوية في ثورة التحرير: رهان فرنسي لفصل صحراء الجزائر عن شمالها" لأحمد بوسعيد، و"تفاعل الثورة الجزائرية مع محيطها المغاربي (1954–1958)" لجمال برجي، و"تفاعل النخب الليبية مع الثورة الجزائرية" لصالح أبو الخير، و"تفاعل فدائيي فلسطين مع الثورة الجزائرية (1954-1962)" لبلال محمد شلش.

ويتناول القسم الرابع إشكاليات العلاقة بين السياسي والعسكري قُبيْل الثورة الجزائرية وبُعيْدها، أي خلال السنوات التي قادت إلى تفجير الثورة، والتي شهدت تجاذبات بين تيارَي العمل المسلح والعمل السياسي ضمن الحركة الوطنية الجزائرية، وخلال السنوات التي تلت الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي وتأسيس الدولة الجزائرية. ويضم هذا القسم فصلين: "تحوُّل الكفاح الجزائري من النضال السياسي إلى العمل المسلح (1939–1954)" لرشيد ولد بوسيافة، و"أزمة صيف 1962: مؤسسات جبهة التحرير الوطني واتفاقيات إيفيان" لعمار محند عامر.

وتقدم خاتمة الكتاب جملة من التأملات بشأن آفاق البحث التاريخي، العابر لاختصاصات العلوم الاجتماعية، في الثورة الجزائرية في ذكرى انتصارها الستين. ويبرز فيها سعيدوني أن موضوعات الكتاب، في مجملها، تظهر تنوع الإشكاليات المتعلقة بهذه الثورة وتشعبها، وغنى المقاربات والمنهجيات.
 

المساهمون