داود باي.. صور صامتة لماضي العبودية

داود باي.. صور صامتة لماضي العبودية

28 اغسطس 2021
"مجرى للريّ"، 2019 (من المعرض)
+ الخط -

يعدّ المصوّر الأميركي داود باي من أوائل المصوّرين الفوتوغرافيين الذين كرّسوا بحثهم الفني للحفر في تاريخ الأميركيين من أصول أفريقية، بما يتضمّنه من مظلومية وتعرُّضٍ للاستغلال والحرمان من الحقوق والمعاملة البشرية، حيث وضع، بدءاً من سبعينيات القرن الماضي، العديد من الكتب والمعارض التي تصوّر يوميات السود الأميركيين، في وقت كانت فيه أجواء الفن المعاصر في الولايات المتّحدة منغلقةً على هذا النوع من النقد الاشتغالات النقدية.

"في هذا المكان" هو عنوان معرضه الجديد، المستمرّ حتى الثالث والعشرين من تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل في "غاليري شون كيلي" بنيويورك، والذي يتركّز حول مزارع وبساتين ولاية لويزيانا، في الجنوب الأميركي، والمعروفة تاريخياً بكونها أحد الأمكنة التي جرى نقل عشرات الآلاف من ذوي البشرة السوداء من بلدان أفريقية للعمل في حقولها كعبيد.

باختياره هذا الفضاء الجغرافي وهذه الحقول التي باتت اليوم شبه خالية من العمّال المستعبَدين، أراد داود باي (1953)، بحسب بيان منظّمي المعرض، رسم صورة للبيئة والمكان اللذين شهدا بداية العلاقة بين الأفارقة الأميركيين وأميركا، أي بداية الاستغلال والصدمة، من أجل فهم أفضل للذاكرة والمخيال الأفروأميركيين.

إلى جانب الصور، ذات الحجم الكبير في أغلبها، والتي تصوّر مساحات خضراء فارغة من الحضور البشري، يضمّ المعرض تسجيلاً مصوّراً يُبَثّ على ثلاث شاشات بشكل متزامن، ويصوّر ما تبقّى من مزارع إيفرغرين التي استُعبد للعمل فيها عشرات الآلاف من ذوي البشرة السوداء، حيث يضمّ الفيديو تعليقات ودندنات للفنانة إيماني أوزوري، في مسعى لبثّ شيء من الإنسانية في هذه الأماكن.

"في هذا المكان" هو الجزء الثالث من سلسلة اشتغالات داود باي التاريخية حول ماضي الأفروأميركيين، حيث بدأها بـ"مشروع بيرمنغهام" (2012)، الذي أتبعه بـ"يجيء الليل رقيقاً، أسودَ" (2017)، والذي شهد انتقال الفنان من البورتريه إلى تصوير التضاريس والمساحات الجغرافية الفارغة إلا من النبات والماء.

المساهمون