خلف قاعةٍ اسمُها الحياة

خلف قاعةٍ اسمُها الحياة

24 نوفمبر 2020
من عمل لـ إسماعيل شمّوط
+ الخط -

على المائدة 

على مائدة الطعام
أخبارُ الوباء
وأسرى مُضرِبون
ودبسُ عنبٍ
بلون الدّم

على المائدة 
في شَقّةٍ 
مُعلَّقةٍ في الهواء
وراء الجدار؛
بُرتقالٌ يافاويّ

على المائدة
صحنُ زيتون
شجرُه اقتُلعَ
وأحرفٌ عِبرية
تحاصر الطعام


على المائدة
وعند كُلّ وجبة
أقضمُ غيظي 
من كتفه
وأمضي كنمرٍ 
يُخفي فريسته.


■ ■ ■


يا مطر


لحظةُ الهُطول 
يا مطر
الكُلّ مُدّعٍ 
في اعتناقك
الكُلّ مُقترن 
بارتيابك

يا مطر
إليك أشكو:

الهُواة
حملوا كاميراتهم
الضجرون
حملوا مظلّاتهم
والشعراء
حملوا دفاترهم
وقت الهطول

ووحدي يا مطر
حملتُ صوتك.


■ ■ ■


خلف قاعة الحياة

خلف قاعةٍ
اسمُها الحياة
أصواتُ همسٍ 
وظِلالٌ تمشي
على السِتار

أسمعُهم يتخافتون

يقول ظِلٌ:
وجدناه هكذا
هادئاً
مُريباً

ويسأل ثانٍ:
هل فحصتم قلبه؟
انقباض أعضائه؟
هل فتّشتم حُلمه؟

ويُجيب ظِلٌ ثالثٌ:
• لم يكتئب اليوم!

- زوّدوا له جُرعة الحُزن

• سلبنا منه المكان

- لا يكفي!

• سلبنا عُمرَه الرقم

- لا يكفي!

• زوّدوا لهُ الفقدان
ونشرات الدمّ...
ورائحة البحر
الذي ظلّ بعيداً.


■ ■ ■

 

لستُ عصفوراً

تُقلِقني فكرةُ
أنّي لستُ عصفوراً 
أنّي لا أملك جناحَين
أو عُكّازاً للهواء

تأكُلني فكرةُ
أنّي لستُ فراشةً 
تحملها الريح
لأُمّها التفاحة

تسحرني فكرةُ
أن أُصبح غيمة
تسافر في السماء
دون قلق

وترعبني
فكرةُ السير صوبك
أن أسقط عن علوٍ
أو أقف!


■ ■ ■


سلكتني الطُرق وضلّت

كثُقب إبرةٍ
كلما وقفتُ على ناصية طريق، 
سَلَكتني الطُرق وضلّت.. 

كلذّة عابرة، 
كلما شرِبَتني الفناجين 
ألقتني فارغاً 

والأرضُ، 
فوقيَ المقلوب
وأنا وعرُها
كلّما دارت على قدمي.


■ ■ ■


غيمة

إن لاحقَتكِ غيمةٌ
فأشرعي نوافذكِ
أو انفُذي إليها
كوني الأرضَ إن أمطرت
فالغيمة مثلي
كوّنها البحرُ في يافا
وشرَّدها الحبر الأزرق.


■ ■ ■


دليلُ وجودي الأخير

كُلّما هرب ظِلّي منّي
قتله النور
وكلّما هربتُ من ظِلّي
أكلتني العتمة

والظِلُّ
دليلُ وجودي الأخير

وفي الحُبّ 
نصيبي منه كما في اللجوء
كلّما قبضتُ أرضاً 
تسرّبت من أصابعي.


* كاتب من فلسطين

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون