حين تصعد الرواية الخشبة.. حوارية بين السرد والمسرح في توزر
استمع إلى الملخص
- أهمية الرواية في إثراء المسرح: يوضح عبد الواحد مبروك، مدير المركز، أن الرواية الحديثة تقدم تقنيات ملهمة يمكن أن تثري النصوص المسرحية، مشيراً إلى ندرة النصوص المسرحية المكتوبة من قبل كتاب متخصصين.
- مداخلات متنوعة: تتضمن الفعالية مداخلات من نقاد وكتاب عرب، مثل علي اليحياوي ومحمد بوحوش، لمناقشة العلاقة بين الرواية والمسرح، وتختتم بمشاركة كتاب وباحثين من تونس ولبنان والجزائر.
يرى كثير من النقّاد والكتّاب أن المشتَركات البنيوية بين الرواية والمسرح عديدة ومتداخلة، ومع ذلك فإن اجتماع هذين الفنَّين في مناسبة واحدة قلّما يحدث. وفي محاولة لتقريب الحدود بين هذين الجنسَين الأدبيَين، يُنظّم مركز الفنون الدرامية والركحية في مدينة توزر التونسية، يومَي الجمعة والسبت المقبلَين، الدورة الأولى من تظاهرة "لقاءات توزر: الرواية والمسرح"، بمشاركة مسرحيين من تونس وبلدان عربية.
تواصلت "العربي الجديد" مع مدير مركز الفنون الدرامية والركحية في توزر، عبد الواحد مبروك، الذي أوضح أنّ "فكرة اللقاءات قديمة، وتتمثّل في البحث عن نصوص مسرحية جديدة. وقد تعزّزت هذه الفكرة من خلال المشاركة في 'أيام قرطاج المسرحية'، حين لاحظنا ندرة النصوص المكتوبة من كتّاب مختصين بالكتابة المسرحية. من هنا، فإنّ الذهاب إلى الرواية يُعَدّ، برأينا، من أكثر المصادر إلهاماً للنص المسرحي. فالرواية الحديثة تستوعب تقنيات جديدة وملهمة يمكن أن تثري غيرها من الفنون".
ويضع مبروك التظاهرة ضمن سياق مشهد ثقافي تونسي متنوع، لكن ما يُميّز هذه اللقاءات عن غيرها، في نظره، هو أنها تطرح لأول مرة هذه الثنائية: الرواية والمسرح في المشهد الثقافي التونسي. يُضيف مبروك في حديثه مع "العربي الجديد": "نعتقد أنّ هذا الطرح جديد على مستوى التوليفة العامة للموضوعات والضيوف، إذ سيحضر معنا (افتراضياً) نقّاد وكتّاب عرب مثل طلال درجاني، وماريا باخوس من لبنان، ومحمد الحر من المغرب، وفلاح شاكر من العراق. والعمل في هذه اللقاءات يأخذ شكل الورشة والإضافة، وليس مجرّد ندوة تنقضي ولا تترك أثراً".
يرى المنظّمون ضرورة العمل على الرواية منطلقاً للعمل المسرحي
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، أشار الكاتب والناقد المسرحي التونسي نور الدين بالطيب، الذي يُساهم في لقاءات توزر بمداخلة بعنوان: "تجارب الروائيين التونسيين في الكتابة المسرحية"، إلى أنّ "توزر عُرفت بالشعر، ومنها انطلق شاعر إرادة الحياة أبو القاسم الشابي، ورائد الرواية التونسية البشير خريّف، وغيرهما من الشعراء والروائيين. لكن في المقابل، ظلّ النشاط المسرحي متقطّعاً فيها، حتى تأسيس مركز الفنون الدرامية والركحية، إذ بدأ التفكير في تظاهرات نوعية لتعميق الأسئلة النقدية وتنشيط الحراك المسرحي"، ويضيف بالطيب: "هناك اهتمام بالعلاقة بين الرواية والسينما، والرواية والدراما التلفزيونية، لكن ظلّ سؤال العلاقة بين الرواية والمسرح غائباً، والمفارقة أن عدد النصوص المسرحية التي كتبها روائيون منذ بداية القرن العشرين محدود جداً، وكذلك عدد المسرحيات المستلهمة من روايات، خاصة في تونس".
من مداخلات اليوم الأول لـ"لقاءات توزر: الرواية والمسرح": "العمل على الرواية كمنطلق للعمل المسرحي (أهم التجارب)" للمخرج التونسي علي اليحياوي، و"تمرّد الإبداع على الحدود بين الأجناس" للروائي والشاعر التونسي محمد بوحوش، و"التعبير السينمائي كحامل للسردية الروائية" للناقد السينمائي التونسي محمد الناصر الصردي، ومداخلة للكاتب المسرحي العراقي فلاح شاكر، وتختتم فعاليات اليوم الأول بمداخلة للمخرج والكاتب المغربي محمد الحر.
ويشارك في اللقاءات أيضاً: الكتّاب بوكثير دومة، وعباس سليمان، وإبراهيم الدرغوثي من تونس، والباحثان اللبنانيان طلال درجاني وماريا كريسيتي باخوس، ومدير مركز الفنون بولاية الوادي في الجزائر بشير غريب.