حلمي التوني.. مواويل لنساء من الخيال
في نهاية خمسينيات القرن الماضي، بدأ حلمي التوني عمله رساماً في الصحافة المصرية أثناء دراسته الديكور المسرحي في "معهد الفنون الجميلة"، حيث عمل في عدد من المجلات والجرائد قبل أن ينتقل إلى بيروت في منتصف السبعينيات بعد فصله من "دار الهلال"، حيث عمِل في صحافتها وصمّم العديد من ملصقات المقاومة الفلسطينية.
اقترب الفنان المصري (1934) من حكايات الناس وهمومهم وأحلامهم في كلّ قدّمه من فنون توزّعت بين تصميم العرائس وملصقات الكتب والمجلات وبوسترات المسرحيات والأفلام ورسم الكاريكاتير والغرافيك إلى جانب التصوير الفوتوغرافي.
يُفتتح عند السابعة من مساء الجمعة، الثاني عشر من الشهر الجاري، معرضه الجديد تحت عنوان "مواويل" في "غاليري بيكاسو" بالقاهرة، والذي يتواصل حتى السابع والعشرين منه، ويضمّ أعمالاً كلها مستمّدة من عالم الغناء والموسيقي الذي رسم التوني نماذج منه في مراحل سابقة.
تمثّل الأعمال المعروضة امتداداً لأسلوب الفنان بتنويعاته المتعدّدة، حيث تبدو اللوحة كأنها مقتبسة من فضاءات أسطورية تقترب من "ألف ليلة وليلة" أو تلك الحكايات عن الأمراء والفرسان في العصور الوسطى، وهو يقدّمها في شكل أيقوني يمزج بين الفنون والزخارف الشعبية وبين تصاوير الحضارة الفرعونية القديمة.
ينقسم المعرض إلى عدّة أقسام؛ "موال التخت الشرقي" وفيه مجموعة من اللوحات تتضمّن كل واحدة منها امرأة تعزف على آلة معينة، من العود إلى الأكورديون مروراً بالناي والطبلة وغيرها، وتبرز ألوان أزيائها الزاهية على خلفية سوداء تحيط بها أزهار ملونة أيضاً، ثم "موال الحصان السحري" الذي يحتوي لوحات بكائنات أسطورية حيث الحصان المجنح والكائن بجسد حصان ورأس امرأة محاطة بأقمار ونجوم وورود، كما تحضر أيضاً مفردات مثل التفاحة والسمكة.
"موال الماء/ النيل" عنوان القسم الثالث الذي يضمّ أعمالاً لنساء يحملن جرار الماء، إحداهن تسير في الحقول والماء ينساب من الجرة، وثانية تمشي برفقة ابنتها الصغيرة وتحمل وروداً بين يديها، وثالثة تركب حماراً، وقسم رابع بعنوان "موال حبيتي السمكة" يشتمل على لوحات منها لوحة لعروسين بملابس الزفاف وكل منهما يحمل سمكة، أو امرأة تنظر من النافذة وقرطاها على هيئة سمكتين، أو امرأة تتأمل وهي تحتضن سمكة وتطير بقربها سمكة أخرى.
ويليها قسم "موال البلح والقمح" وفيه لوحات لامرأة تحمل البلح مع صغيرتها، وعاشقين بالقرب من شجرة النخيل، وامرأة يظهر شعرها كأنه أغصان شجرة نخل، ونساء يحملن سنابل القمح، ثم قسم "موال سحر الأبيض والأسود" وفيه لوحات لنساء يجلسن في هيئات مختلفة وحولهن المفردات التي يكررها التوني من طيور وأسماك وزهور، وبعده قسم "موال أغاني الحب" وفيه رسومات خطّ بجوارها مواويل شعبية.
