استمع إلى الملخص
- الفعالية تُنظمها مدرسة خزانة للتراث بالتعاون مع الجامعة الأميركية، وتركز على توثيق الاحتفالات، العلاقة مع النيل، التاريخ الشفاهي، وأماكن الترفيه القديمة، ضمن برنامج "هنا وسرور".
- تأسست مدرسة خزانة للتراث عام 2022 بهدف توعية الناس بالتراث وتعليمهم التوثيق الذاتي، وتختتم الفعالية بمداخلات حول التغيرات العمرانية وقوة القصص الشخصية في علاقتها بالمدينة.
تُعدّ جزيرة الروضة وشارع المنيل من أبرز معالم القاهرة العمرانية والثقافية، حيث شكّلا فضاءً نابضاً بالاحتفالات الشعبية والموالد والتقاليد المتوارثة. وتحتفي هذه الذاكرة الحيّة مساء اليوم الجمعة في حرم "الجامعة الأميركية" من خلال افتتاح معرض جماعي متعدّد الوسائط تنظمه مدرسة خزانة للتراث، بعنوان "حكايات جزيرة: هنا وسرور في الروضة والمنيل"، ويتواصل لمدّة أسبوعٍ، ويعرض مخرجات ورشة تحمل الاسم نفسه استمرت ستة أشهر، بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
من الورشة إلى المعرض
عبر تاريخها الإسلامي، كانت جزيرة الروضة (إحدى ثلاث جزر في النيل بين القاهرة والجيزة) مقرّاً للحكّام، في حين يمتلك شارع المنيل (ضمن الجزيرة نفسها) تاريخاً أحدث نسبياً، حيث احتضن مسارح ودور سينما شكلت جزءاً من المشهد الثقافي القاهري في القرن العشرين، إلى جانب معالم بارزة مثل متحف أم كلثوم ومقياس النيل. وقد اعتمدت الورشة مقاربة توثيقية في تناول هذين المكانين، تنظر إلى المدينة وأحيائها من خلال عدسة الترفيه، مركّزة على أربعة محاور رئيسية: الاحتفالات والأعياد، والعلاقة مع النيل، وجمع التاريخ الشفاهي وحكايات السكان، بالإضافة إلى توثيق أماكن الترفيه القديمة التي تراجعت بفعل التحولات العمرانية.
تتنوّع المشاريع التي أنجزها المشاركون بين الوسائط البصرية والسمعية والكتابية، بدءاً من كتيّب القصاصات "الألوان والصدأ" الذي أعدّه الحسيني أحمد، إلى خريطة "تُنسى كأن لم تكن" لأحمد عمر، ومطبوعة "حكاية النيل" لرنا هاني، والفيلم الوثائقي القصير "الروضة والمنيل في عيون سكانها" من إعداد آلاء حمدي وشيماء بكري، ومعرض "الصوت والضوء" لمحمد إبراهيم، إلى جانب خريطة "مقتنيات المنيل" لأحمد الشريف، وكتاب "من أخبار السراديب والدهاليز وحكايا شجر الجميز" الذي أنجزته مريم عبد العزيز وإسراء كمال، وكتيّب "من هنا مرّوا" لمي محمود، وصولًا إلى المشروع التركيبي "3×1" الذي يجمع بين خريطة وكتيّب و"بازل" من إعداد مي جمال الدين.
منظور مختلف لعلاقتنا بالمدينة
يُقام المعرض بالتعاون مع مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة، ويقدم خلاصة بحث ميداني وعمل توثيقي، ضمن برنامج "هنا وسرور" الذي أطلقته مدرسة "خزانة للتراث" عام 2022، لتوثيق التراث من منظور الترفيه والعلاقة بالمكان.
تتضمن فعالية الختام أيضاً تقديم "مدرسة خزانة للتراث" واستعراض أهداف مشروعها، كما يُلقي عدد من الضيوف كلمات حول موضوعات مختلفة، إذ يتناول الباحث عبد الله البياري "التغيرات في المدينة في العالم العربي وقوة القصص الشخصية في علاقتها بالمدينة"، فيما يستعرض الباحث عماد أبو غازي "الذاكرة والتاريخ الشفاهي مع ذكرياته عن الترفيه في المنيل"، إضافة إلى مداخلة من الباحثة هبة صفي الدين التي تناقش جدوى الورشة من منظور عمراني وعلاقتها بصناعة المكان وجودة الحياة.
تأسّست "مدرسة خزانة للتراث" عام 2022 على يد المهندسة المعمارية علياء نصار، وتهدف إلى تعريف الناس بالتراث بأنواعه المختلفة وتعليمهم كيفية التوثيق بأنفسهم، من خلال الأنشطة والورشات والجولات في الأحياء القديمة.