"حضرموت للثقافة": مبادرات أدبية خارج إطار الحرب

05 فبراير 2025
من عروض مشروع "سيمفونيات" الذي يقدّم الموسيقى التراثية اليمينية بأسلوب أوركسترالي
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تأسست "مؤسسة حضرموت للثقافة" في اليمن عام 2021 لتعزيز الثقافة من خلال الأدب والموسيقى والمسرح، مع التركيز على حفظ التراث الثقافي غير المادي وتحريك المشهد الثقافي في ظل غياب المؤسسات الرسمية.
- تنظم المؤسسة أنشطة متنوعة مثل "السيمفونيات" لتقديم الموسيقى التراثية بأسلوب عصري عالمي، و"ريشة وقلم" لتعزيز العلاقة بين الشعر والفن التشكيلي، ومهرجانات لتأهيل المسرحيين.
- تهدف المؤسسة إلى تعزيز الهوية الثقافية اليمنية وتقديم صورة مغايرة عن اليمن من خلال شراكات دولية وبرامج تدريبية.

تتولى "مؤسّسة حضرموت للثقافة"، التي تأسّست عام 2021 في اليمن، مهمة تعزيز الثقافة من خلال مفهوم شامل يقوع على أساس أنها منظومة متكاملة من المعارف والموروثات التراثية، والآداب، والفنون، والأخلاق، ضمن إطار إنساني يحافظ على القيم التي يرسخها الإبداع في مختلف مجالاته. منذ تأسيسها، ركّزت المؤسسة غير الربحية على ثلاثة أقسام رئيسية لدعم الثقافة اليمنية، هي: قسم الأدب؛ الذي يشمل الشعر والنثر والنقد، وقسم الموسيقى؛ الذي يتناول التأليف والتوزيع والعزف والغناء، وقسم المسرح؛ الذي يركّز على التأليف والإخراج والتمثيل.

كما انفتحت المؤسسة على مشاريع إضافية تهدف إلى حفظ التراث الثقافي غير المادي في اليمن، بالإضافة إلى مشاريع خاصة لتحريك المشهد الثقافي، خاصة في ظل غياب المؤسسات الثقافية الرسمية، مثل وزارة الثقافة، وركود النشاط الثقافي نتيجة تداعيات الحرب وما نتج عنها من تدمير وإحراق للمؤسسات والمنشآت الثقافية في البلاد.

ضمن هذا السياق، حرص القائمون على المؤسسة على مهمة تأصيل التراث وتجديده، وتعزيز التواصل بين الأجيال، إضافة إلى تفعيل الحراك الثقافي المحلي، وذلك من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية التي راحت المؤسسة تنظمها بشكل دوري. من أبرز هذه الأنشطة كان "السيمفونيات"؛ وهو مشروع يهدف إلى تقديم الموسيقى التراثية اليمنية بأسلوب عصري وأوركسترالي في بلدان مختلفة حول العالم، مما يعزز التبادل الثقافي والفني بين الشعوب، ويتيح الفرصة للفنانين اليمنيين للظهور على المسارح العالمية. وقد نجح هذا المشروع حتى الآن في الوصول إلى الدوحة، والرياض وباريس بين عواصم أخرى.

تركّز على ثلاثة قطاعات، هي: الأدب شعراً ونقداً، والمسرح والموسيقى

"ريشة وقلم" كان أيضاً نشاطاً دورياً رعته المؤسسة، حيث يركز على توكيد العلاقة المتبادلة بين الشعر والفن التشكيلي، إذ يجمع النشاط الذي يقام سنوياً شعراء وفنانين تشكيلين من عموم  المحافظات اليمينية اليمن، لتبادل الخبرات وإنتاج أعمال شعرية تشكيلية مشتركة لاستكشاف العلاقة بين الكلمة وضربة الريشة.

ومن باب الحفاظ على تراث المسرح المحلي، أطلقت المؤسسة أيضاً مهرجاناً مدرسياً وجامعياً، باعتبار أنَّ حضرموت عرفت المسرح المدرسي منذ ثلاثينيات القرن العشرين. ويهدف المشروع إلى تأهيل عدد كبير من المسرحيّين في المحافظة، خصوصاً في مجال الكتابة والإخراج والتمثيل، من خلال ورشات كتابة النصوص والأداء المسرحي، إضافة إلى العروض المسرحية. 

يؤكد عبد القادر شماخ، المسؤول الإعلامي للمؤسسة، في حديثه لـ "العربي الجديد" أن هذه الفعاليات "تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية اليمنية من خلال أنشطة موجهة للداخل، بينما تسعى المؤسسة أيضاً إلى تقديم صورة ثقافية مغايرة عن اليمن، بعيدًا عن الصور النمطية المرتبطة بالحرب، من خلال مشروع "مسارات اليمن"، الذي يهدف إلى خلق شراكات مع جهات دولية لجلب فرص ومشاريع للفاعلين الثقافيين والفنانين اليمنيين، بالإضافة إلى برامج تدريبية في إدارة المشاريع الثقافية والفنية".
 

المساهمون