حسبُه أنه يزهر مرّة ومرّة
الاستماع إلى شارلز مينغس صباحاً
كائنات تلوّح بأيديها من قلب الحجر
خفيفاً تلمسُ السنونوةُ، بومةَ الحقول الشهباء الواقفة قبالة الشمس
سربُ طيور الحجل، اختفى من السماء
نسوة في جلابيب سود، تغوص أقدامهن في رمل الشاطئ
بعيدة مدن الشمال، هشّة أحلام الصحراء.
كانت استلقاءة القطّ على الشاطئ مِراناً على الموت.
■ ■ ■
شمس الهاجرة
شجرات التين تُخرج آخر ثمرات هذا العام.
هبت ريح القبلي، مالت النخلات
البحر ليس بعيداً!
■ ■ ■
باب بدقّاقة رأس غزال
لن أبوحَ لكمْ بما أُبصرُ
سأجعلُ الشكّ يصعد الجبل، والأصواتَ تهيم في الصحراء
كان نائماً على ظهره لا يفعل شيئاً
كانت نائمة على ظهرها لا تفعل شيئاً
سأحكي عن سارق السنابل، الذي بنى السور، وأطلقَ الفريسة
عن الذي قُبض عليه في حمّام النساء، الماء تحت قدميه، والصباح على يمينه
عن جسدٍ غاب في النسيان، وسريرٍ باتجاه الجنوب.
■ ■ ■
أمنية
في حِجرها حطّ، الطائرُ، الخفيفُ، السرّاقُ، الثرثارُ، المتردّدُ.
كي يشرب من كأسها، يدفع رشوةً، لثلاث سنبلات
كلّ يومٍ، يأخذ إبرته ورمحه، بالإبرة يخيط دهشة القميص،
وبالرمح يقطف أغنيات الليل
مَنْ يشتهي حيرته؟!
ليته أبقى على كتاب ألف ليلة وليلة مطويّاً!
■ ■ ■
حلوى الملك
أجلسُ تحت شجرة التين
أقضمُ حلوى الملك
أشمّ ريح المسك
أرى العدم وجودًا وطمأنينة.
مُدَّ يدكَ إلى حلوى الملك
واجلسْ معي تحت شجرة التين!
الفراشاتُ أشجارٌ تحت سماء صافية
السحالي أيامٌ تجري خائفة عجلى.
اختر نارك:
نار حرق
أو
نار سرور.
الماء والهواء والتراب، والنار،
كلاب تهزّ ذيولها للضيوف.
لا تضرب حديد الظلم بالحجر فإنه يلد.
■ ■ ■
إسطبل
لا تظنّ أنّ الحصان الذي يتباهى بالسرج، خارج الإسطبل!
الريح الشرقية غبار يابس موحش مرّ!
لها على الماء خيل هائجة، وتذوب في الليل كما يذوب الخيط في القنديل.
حسبُ الجثامين في الساحة، أنّها بلا أسماء.
حسبُ نبات الرتم أنه يزهر مرّة ومرّة.
■ ■ ■
أغانٍ في طريقها إلى بيتي
مسافة ذراع، تبعد الشجرة عن السمكة.
سِربُ نملٍ حاشية البحر، سِربُ سنونوات حاشية الغبار.
*
باردٌ سور البيت، لا طرق على الباب، لا وقع أقدام.
*
أتشمّمُ أوراق النعناع؛ تفيض الطفولة في صدري.
*
أتبع بإصبعي درب السحالي؛ خمسون عقدة في الحبل.
*
يدُ الجبل ثقيلة على الرمل، يدُ الشجن ثقيلة على الروح.
*
خِفّةُ الخلاعة، قميص الكتان الأزرق يهتزّ على الحبل.
*
الصخرة قبالة بحر صبراتة، تختبئ في الظلال وتسمع الأغاني!
■ ■ ■
كون مشغول ببعضه
البستان مشغول بالقمر
القمر مشغول بالمغنّي
المغنّي مشغول بالحبيبة
الحبيبة مشغولة بالجدول
الجدول مشغول بالسمكة
السمكة تسبح في بحر كبير.
هذا الحديث لم أبح به للنخلة، ولا لحامل الماء
وهذا الحزن سقط من جناحي طائر بين الأرض والسماء.
* شاعر من ليبيا
