حاج ملياني.. رحيل باحث في الثقافة الجزائرية المعاصرة

حاج ملياني.. رحيل باحث في الثقافة الجزائرية المعاصرة

02 يوليو 2021
(حاج ملياني خلال إحدى مظاهرات الحراك الشعبي بمدينة وهران)
+ الخط -

على مدى أكثر من أربعين عاماً، برز الأكاديمي والباحث الجزائري حاج ملياني، الذي غادر عالمنا اليوم، في مجال البحث الأكاديمي الذي أضاء من خلاله على قضايا بارزة وراهنةٍ في المشهد الثقافي الجزائري؛ بدءاً بالأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية ووصولاً إلى أنماط الثقافة الشعبية وتعبيراتها. على أنَّ عمله لم يقتصر على الشقّ الأكاديمي بحثاً وتدريساً، بل كان له حضور بارز في مختلف أنماط الممارسة الثقافية منذ السبعينيات.

وُلد حاج ملياني عام 1951 في حي سيدي الهواري بمدينة وهران، غرب الجزائر. وتعلّم في مدراسها؛ حيث التحق بعد دراسته في "ثانوية بن باديس" بـ"مدرسة تكوين الأساتذة" بين عامي 1972 و1976. وخلال ذلك عمل في مسرح وهران الجهوي بين سنتي 1973 و1975، وتولّى الأمانة العامّة لـ"اتحاد فرق مسرح وهران" بين 1972 و1975، كما أسّس ونشّط نادياً سينمائياً في المدينة باسم "سيني بوب" بين 1972 و1986، وعمل محرّراً في مجلّة "الصوت المتعدّد" بين 1980 و1986، وكان عضواً في "فرقة البحث حول المرأة الجزائرية"، وباحثاً مشاركاً في "مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية و الثقافية".

عمل ملياني أستاذاً مساعداً في قسم اللغة الفرنسية بجامعة وهران بين 1982 و1992، ومسؤولاً لنشريةٍ بعنوان "التراث" عام 1992، ثمّ أستاذاً في جامعة مستغانم حتى رحيله. وفي العام 1997، حاز درجة الدكتوراه في الأدب العربي من "جامعة السوربون" بباريس.

ترك ملياني عدداً كبيراً من الكتب من بينها: "أدب مع وقف التنفيذ؟ الأدب المكتوب بالفرنسية في الجزائر" (2002)، و"ألحان البور: مائة عام من أغاني المهاجرين المغاربيين في فرنسا" (2003)، و"شركاء في الحالة الشعورية: دراسات عن موسيقى وأغاني الجزائر الأمس واليوم" (2005)، و"من المدّاحين إلى الهوم سينما: دراسات سوسيو- أنثروبولوجي ثقافية" (2010). ومن كتبه المشتركة: "مغامرة الراي: موسيقى ومجتمع" (1996)، و"الجزائر - بيروت: عاصمتا الألم" (2010).

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول الأستاذ في جامعة مستغانم، محمد داود، إنّ الساحة الأكاديمية والثقافية الجزائرية تفقد برحيل ملياني واحداً من "علماء الثقافة الجزائرية المعاصرة". يضيف داود الذي الذي تعرَّف إلى الباحث الراحل في الثمانينيات أنَّه "كان يهتم بكل صغيرة وكبيرة تخصُّ هذه الثقافة منذ كان طالباً؛ حيث كتب عن الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية وعن الثقافة الشعبية والموسيقى والسينما. كان مكتبة متنقّلة، يحضر جميع النشاطات التي تُنظَّم في مدينة وهران، يقدم الأدباء في آخر إصداراتهم، وينشّط الندوات ويحاضر فيها".

المساهمون