جورج براك.. شعرية الطبيعة الصامتة

جورج براك.. شعرية الطبيعة الصامتة

27 أكتوبر 2021
جزء من "الصندوق الأخضر"، زيت ورمل على قماش، 1952 (من المعرض)
+ الخط -

ثمّة، في تاريخ الفن، شخصيات أساسية كانت أشبه بمحرّك لمسيرته خلال فترة ما، لكنّ هذا التاريخ لم يكتب أحرف أسمائها بالخطّ الكبير نفسه الذي كتب به أسماءً أخرى. الفنان الفرنسي جورج براك (1882 ــ 1963)، الذي يُعَدّ من مؤسّسي الحركة التكعيبية في الفن التشكيلي، واحدٌ من هذه الأسماء.

ذلك أن أحداً من عموم الناس لا يكاد يعرف اليوم اسم براك، ولا حتى دوره التأسيسي في وضع دعائم التكعيبية، إلى جانب صديقه وزميله الإسباني بابلو بيكاسو (1881 ــ 1973)، الذي ما زال، حتى بعد نصف قرن من رحيله، أحد النجوم الذين يعرفهم الجميع دون أن يعرفوا بالضرورة شيئاً تفصيلياً عن تجربتهم، والذي يستأثر اسمه، وحده، بهذا التيّار التكعيبي، رغم أن نصف الإنجاز يُحال إلى براك.

"جورج براك: شعرية الأشياء"، هو عنوان معرض ينظّمه "غاليري برنارد جاكوبسون" في لندن، في محاولةٍ لتسليط الضوء على أعمال وسيرة التشكيلي والنحّات الفرنسي، وهو أوّل معرض يُقام له في المملكة المتّحدة منذ ما يزيد على ربع قرن، بحسب بيان للمنظّمين.

الصورة
من المعرض
من المعرض

يضمّ المعرض خمس عشرة لوحةً أنجزها براك بين عامَيْ 1922 و1950، وهي الفترة التي تلت تكريس اسمه كرسّام تكعيبي، والتي هجر فيها نسبياً توجّهه التكعيبي وتفرّغ فيها لرسم أغراض يومية ومشاهد طبيعية صامتة، بعد تعرُّضه لإصابات بالغة إثر مشاركته في الحرب العالمية الأولى.

وبهذا، يُعطي المعرض، عبر كشفه عن هذا المرحلة من تجربة براك، صورةً مختلفة عن أعمال الفنان، حيث يقف الزوّار على لوحات قلّما ارتبطت باسمه، يصوّر فيها أُصص أزهار، وثماراً، وكؤوساً موضوعة ضمنَ مشهدٍ تقليدي على طاولات، لكنّها لا تنتمي في تكوينها واستخدامها للّون إلى النظرة التقليدية التي طبعت أبرز الأعمال التي تنتمي إلى الطبيعة الصامتة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون