جمعة اللامي.. ابن ميسان يرحل في عزلته

18 ابريل 2025
جمعة اللامي (فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رحل الكاتب العراقي جمعة اللامي في الشارقة، حيث استقر منذ 1979، وهو من جيل الستينيات الذي جدد في القصة القصيرة العربية وقطع مع قواعدها الكلاسيكية. وُلد في ميسان عام 1947، وبدأ نشر أعماله الأدبية في 1965، وعمل في الصحافة قبل مغادرته العراق بسبب انتمائه للحزب الشيوعي.

- أثرت سنوات السجن في تجربته الأدبية، حيث كتب عن الحرية والاضطهاد، ودوّن كوابيس السجن في "المسيح والجراد"، ونشر أول أعماله "من قتل حكمت الشامي؟" في 1976.

- أصدر العديد من الأعمال الأدبية والبحثية، تُرجمت إلى لغات عدة، وحاز جوائز مثل "جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي" و"قلادة بغداد للإبداع".

في مدينة الشارقة بالإمارات العربية المتّحدة التي استقرّ فيها منذ عام 1979، رحل، أمس الخميس، الكاتب العراقي جمعة اللامي، أحد كتّاب جيل الستينيات الذين جدّدوا في القصّة القصيرة العربية، ونحوا إلى التجريب والقطع مع قواعدها الكلاسيكية المألوفة.

وُلد اللامي في لواء السماوة بمحافظة ميسان عام 1947، وانتقل إلى بغداد نهاية 1959. بدأ بنشر أعماله الأدبية في صحف ومجلّات عربية منذ عام 1965، ثمّ التحق بالصحافة عام 1968؛ إذ عمل رئيس تحرير لمجلّة "وعي العمّال" ومدير تحرير لمجلّة "ألف باء" في بغداد، قبل أن يُغادر العراق الذي قضى سنوات عدّة في سجونه، منذ يناير/ كانون الثاني 1963، بسبب انتمائه إلى "الحزب الشيوعي العراقي".

ستترك سنوات السجن أثرها البالغ في حياته وتجربته الأدبية؛ إذ يقول في أحد حواراته: "في السجن صرتُ كاتباً محترفاً. وقبل السجن، في صباي وفتوّتي، كنتُ أقرأ كثيراً وأُدوّن قليلاً". وفي نصّ له بعنوان "سيرة غير منتهية"، يكتب: "منذ تلك السنوات اخترت - بعمق - أن أكتب في شأن مفهومي للحرّية ،والإنسان المضطهَد من الجلّاد 'الرسمي' والجلّاد 'المناضل'...".

آداب وفنون
التحديثات الحية

وثّق اللامي هذه التجربة في كتابه الأوّل الذي اختار له عنوان "المسيح والجراد"، إذ دوّن فيه "كوابيس السجن والحياة السرية للسجن السياسي"، مثلما كتب في "سيرته غير المنتهية"، لكنّ هذا العمل لم يرَ النور بسبب ضياعه. هكذا، وستكون مجموعتُه القصصية "من قتل حكمة الشامي؟"، التي كتب معظمها في سجن الحلّة عام 1967، أوّل عمل ينشره، لكنّ ذلك تأخّر حتّى عام 1976 بسبب الرقابة.

سيتبع هذا الكتاب بإصدارات أُخرى؛ من بينها في القصّة القصيرة: "اليشن" (1978)، و"الثلاثيات" (1979)، وفي الرواية: "المقامة اللامية" (1999) و"الثلاثية الأُولى" (2000) و"مجنون زينب" (2008) و"عيون زينب" (2010)، وفي النصوص: "عبد الله بن فرات ينتظر ثأر الله" (1983)، و"ابن ميسان.. في عزلته" (2005)، و"مملكة الحكمة، بوّابة الكلمة" (2005)، و"ترجمان العشّاق" (2019).

إلى جانب أعماله الأدبية، أصدر اللامي مجموعةً من الكتب البحثية التي خصّص معظمها للإمارات العربية المتّحدة التي استقرّ فيها وعمل في عدد من مؤسّساتها الإعلامية والثقافية: "المسألة الفلاحية في العراق: بحث في الاقتصاد السياسي للريف العراقي"، و"قضية ثورة: الصراع والوحدة في منظمة التحرير الفلسطينية"، و"زايد: حلم مأرب" (1994)، والحرّية والثقافة: ذاكرة المستقبل" (1997)، و"الإبل في الإمارات العربية المتّحدة" (1998)، و"ذاكرة المستقبل: مقابسات الشارقة" (2011)، و"خطط سلطان: تأمُّلات في المشروع الثقافي القاسمي" (2013). 

تُرجمت بعضُ أعمال جمعة اللامي إلى لغات عدّة؛ من بينها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وحاز العديد من الجوائز الأدبية؛ من بينها: الجائزة الأُولى في القصّة القصيرة خلال المؤتمر الأوّل للكتّاب في بغداد (1977)، و"جائزة السلطان قابوس للإبداع الثقافي" في القصّة القصيرة (2006)، و"جائزة العنقاء الذهبية الدولية" (2007)، و"قلادة بغداد للإبداع" (2011).

المساهمون