استمع إلى الملخص
- يسلط معرض "مختلف أنواع التجارب: إرث جماعة بغداد للفن الحديث" الضوء على تطور الفن العراقي الحديث، مستعرضاً تجارب فنية تعود إلى عام 1946، مع التركيز على الهوية العراقية ومناهضة الاستعمار.
- يبرز المعرض مساهمات جماعة بغداد للفن الحديث، التي جمعت بين الأسلوب الحديث والفن العراقي القديم، ويستمر حتى أكتوبر 2025 في متحف هيسل للفنون بنيويورك.
مع عودة أوائل التشكيليين العراقيين المبتعثين إلى الأكاديميات الأوروبية خلال ثلاثينيات القرن الماضي إلى بلادهم، بدأ تنظيم المعارض وظهور الجماعات الفنية، إلى جانب تأسيس الكليات المتخصصة في الرسم والتصوير، والتي كان لها دور بارز في إرساء قواعد الحداثة خلال العقدين اللاحقين.
تُضيء هذه المرحلة فعاليات معرض "مختلف أنواع التجارب: إرث جماعة بغداد للفن الحديث"، الذي يُفتتح في 21 من الشهر الجاري في متحف هيسل للفنون التابع لكلية بارد في نيويورك، ويستمر حتى 19 تشرين الأول/ أكتوبر 2025.
يغطي المعرض، الذي يشرف عليه كلٌّ من القيّمين ندى شبوط، وتيفاني فلويد، ولورين كورنيل، مجموعة من التجارب تعود أقدمها إلى عام 1946، وتعبّر عن نشوء وعي مناهض للاستعمار، ومحاولات للبحث في الجذور الرافدينية والإسلامية للهوية العراقية، وتقديمها ضمن رؤى معاصرة تشترك في سمات عدة، رغم تنوّع المقاربات.
أجيال عدة انخرطت في الجماعة وصولاً إلى أوائل السبعينيات
يركّز المنظّمون على العلاقات داخل جماعة بغداد، وطبيعة التفاعل بين أساتذة الفن الذين ساهموا في تأسيسها، وفي مقدمتهم جواد سليم (1919–1961)، وشاكر حسن آل سعيد (1925–2004)، وبين تلامذتهم المنضوين ضمنها، وانعكاس ذلك على ممارساتهم الفنية. كما يبرز المعرض مساهمات الأعضاء الأقل شهرة في الجماعة، مع الإشارة إلى الأجيال التي انضمت إليها حتى أوائل السبعينيات، وبقي تأثيرها حاضراً إلى اليوم.
يضمّ المعرض نماذج بارزة من الرسم والنحت، ومخطّطات معمارية نادرة لأعمال الجماعة، إضافة إلى مواد أرشيفية من صحف ومجلات تلك المرحلة، وكتيّبات صمّمها بعض فناني الجماعة، وملصقات معارضهم الفردية والجماعية، إلى جانب بيان تأسيس الجماعة عام 1951، الذي شدّد على الجمع بين الأسلوب الفني الحديث واستلهام الفن العراقي القديم.
صدر البيان في لحظة تاريخية اتسمت بحماسة ثورية متصاعدة في العراق آنذاك، حيث لخّصت جماعة بغداد تطلعات شريحة واسعة من الفنانين الذين فسّروا تجريد الحداثة الأوروبية عبر استعادة جماليات مستمدة من الحضارة العراقية القديمة والفن الإسلامي، بأساليب متنوّعة. ويؤكد ذلك الكتاب المصاحب للمعرض، الذي يضمّ مجموعة مقالات ويوزَّع مع افتتاحه.
التعرّف إلى الحداثة من منظور عراقي، باعتبار العراق مركزاً حيوياً للتبادل والتأثير بين المجالين العربي والأوروبي، يُعدّ الهدف الرئيس للمعرض. وقد صرّحت أستاذة تاريخ الفن ندى شبوط بأن فناني الجماعة اعتبروا أنفسهم مواطنين عالميين يساهمون في تاريخ حديث شامل من خلال صياغة هويات فنية فريدة، تجلّت في أعمال أيقونية رسمت مساراً للتكوين الجمالي الذي جسّد تراثهم في حاضر نابض بالديناميكية.
تُعرض في المعرض أعمال كلٍّ من: فرج عبو، وهيمت محمد علي، وصادق الفراجي، وضياء العزاوي، ورسول علوان، وشاكر حسن آل سعيد، وخليل العريض، وقحطان عوني، وبوغس بابلانيان، وعمار داود، وإسماعيل فتاح، وغسان غايب، ومحمد غني حكمت، وجبرا إبراهيم جبرا، وجواد سليم وزوجته لورنا سليم، وفؤاد جهاد، وأردش كاكافيان، وهناء مال الله، ومحمود العبيدي، ووداد الأورفلي، وسعاد العطار، وميران السعدي، وخالد الرحال، ومحمود صبري، ونزيهة سليم، ونزار سليم، وكريم رسن، ووليد سيتي، ومديحة عمر، ونزار يحيى.