جان فونتان.. في ذاكرة تونس

جان فونتان.. في ذاكرة تونس

21 يونيو 2021
من المعرض الذي أقيم على هامش الندوة
+ الخط -

مثّل الناقد والمؤرّخ الأدبي جان فونتان (1936 - 2021) علامة بارزة في الحياة الثقافية التونسية. مكانة لا يستمدّها من مؤلّفاته، خصوصاً منها التي اهتمّت بتاريخ الأدب التونسي، وإنّما أساساً عبر تقاطعه مع الكثير من وجوه الحياة الثقافية التونسية، عبر روابط ثقافية وإنسانية، وهو الذي أشرف لأكثر من عقدين (1977 - 1999) على مجلة "إبلا" (مجلة معهد الآداب العربية)، وبعض المكتبات، إضافة إلى حضوره في الحياة الأكاديمية.

نلمس هذه المكانة في الندوة التي أقامتها يوم الجمعة الماضي "دار الكتب الوطنية" في تونس العاصمة ضمن مراسم إحياء أربعينية فونتان. كما نظّمت "دار الكتب الوطنية" معرضاً لمقتنياتها من كتب الناقد الراحل، باللغتين العربية والفرنسية.

إلى جانب عدد من الشخصيات الرسمية، قدّمت الندوة مديرة "دار الكتب الوطنية"، رجاء بن سلامة، حيث أشارت إلى أن الفقيد "كان مولعاً بتونس واهتمّ بالمؤلّفين التونسيين وبحث في سيَرهم وأعمالهم واشتغل عليها بحثاً ونقداً وترك مجموعة قيمة من الأعمال الإبداعية التي أثرت المدونة النقدية والأدبية التونسية".

كما أشارت إلى كونه شخصية متعدّدة الاهتمامات جمع بين روافد ثقافته الأم، الفرنسية، وتبحّر في الثقافة العربية، كما كان مناضلاً من أجل حقوق الإنسان والحريات في بعدها الشامل، وكذلك مناصراً للقضايا النسوية. ودعت بن سلامة في نهاية كلمتها الباحثين التونسيين إلى الاشتغال على أثر فونتان.

الصورة
ندوة فونتان

من جهته، تحدّث الكاتب والباحث شكري المبخوت عن الإسهامات القيّمة للناقد الراحل، وما قدّمه خصوصاً في البحث في الأدب التونسي وتاريخه والتوثيق له والتعريف به.

وقدّم عدد من معارف فونتان شهادات ضمن الندوة، مثل كلمة صديقه محمد الجمازي الذي تناول القيم المشتركة التي جمعتهما وكيفية اندماجه في المجتمع التونسي. كما تحدّثت قريبة الراحل، أوليفيا فونتان، عن بُعد، لتبيّن علاقة الناقد الفرنسي بتونس وحبّه لها ولآدابها وثقافتها. وأشار رئيس أساقفة تونس، إلاريو أنطونيازي، إلى أن فونتان كان رمزاً من رموز التعايش والتآخي بين منتسبي كل الديانات في تونس.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون