جان ديوزيد.. ستّة عقود بالأسود والأبيض

جان ديوزيد.. ستّة عقود بالأسود والأبيض

18 يناير 2022
هدْم سوق الكارم في تولوز، 1964 (من المعرض)
+ الخط -

كان المصوّر الفرنسي جان ديوزيد في مطلع شبابه عندما عرف الشُّهرة، وهو الذي عُدَّ من أبرز المصوّرين الذين غطّوا مجريات خروج النازيين والفاشيين الإيطاليين من فرنسا مع نهاية الحرب العالمية الثانية، ولا سيّما في مدينته تولوز؛ كما أنه كان أوّل مصوّر يلتقط بورتريهاً للرئيس الفرنسي شارل ديغول خلال فترة الحرب.

لم يكن هذا الظهور المبكّر لديوزيد على ساحة الفوتوغرافيا الفرنسية بالعابر، كما قد يحدث مع مشاهير يصعدون إلى الأضواء في لمح البصر ثم يختفون؛ فالمصوّر المولود في جنوب إسبانيا استكمل مسيرة عُرفت في أغلب مراحلها بالنجاح، مع لحظات شهرة لم تغب حتى رحيله، ومنها سلسلة البورتريهات التي التقطها منتصف الخمسينيات للتشكيلي الإسباني المعروف سلفادور دالي.

منذ الشهر الماضي ومدينة ديوزيد، تولوز الفرنسية (جنوب غرب)، تحتفي بمرور مئة عام على ولادته (1921 ـ 2003)، وذلك من خلال معرض استعادي ضخم يحمل عنوان "جان ديوزيد: 60 سنة من الفوتوغرافيا"، ويستمرّ حتى السادس من آذار/ مارس المقبل.

الصورة
التشكيلي الإسباني سلفادور دالي في بورتريه لـ جان ديوزيد، 1953 (من المعرض)
التشكيلي الإسباني سلفادور دالي في بورتريه لـ جان ديوزيد، 1953 (من المعرض)

يضمّ المعرض، الذي تنظّمه بلدية تولوز، أكثر من 200 عمل فوتوغرافي لديوزيد، بعضها لم يسبق أن عُرض من قبل، إضافة إلى جانب من أرشيفه الشخصي؛ كما ترافق المعرض محاضرات وندوات حول تجربته ومكانته في الفوتوغرافيا الفرنسية، مع إصدار كتاب يضمّ الأعمال التي يقدّمها المعرض.

الصورة
مدينة ملاهي "مون لوي" في تولوز (من المعرض)
مدينة ملاهي "مون لوي" في تولوز (من المعرض)

ويكشف المعرض عن تنوّع اهتمامات المصوّر الفرنسي، بين التغطية الصحافية، وفن البورتريه الذي ربط اسمه بالعديد من الشخصيات المعروفة، إضافة أعمال تصوّر مشاهد حضرية، مثل مبانٍ وفضاءات ألعاب للأطفال، وأُخرى تتّخذ طابعاً أكثر تجريديةً وفنّياً. ويبدو ديوزيد متمكّناً في كلّ واحدٍ من هذه المجالات، حيث تبدو اللحظة التي تلتقطها عدسته أشبه بلحظة تعبّر عن كثير ممّا يسبقها وممّا يليها، في تصعيدٍ لإمكانيات الفوتوغرافيا لتشمل وثيقةً قد تقول حياةً أو تجربةً بأكملها.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون