جان باتيست فويرو.. استعادة أدورنو من زاوية الطبيعة

جان باتيست فويرو.. استعادة أدورنو من زاوية الطبيعة

24 نوفمبر 2021
ثيودور أدورنو، 1958 (Getty)
+ الخط -

إذا كانت تجربة الفيلسوف الألماني ثيودور أدورنو (1903 ـ 1969) واحدةً من أبرز التجارب الفلسفية خلال القرن العشرين في بلد هيغل وكانط، فإن صاحب "الأخلاقيات الدُّنيا" ما يزال، حتى اليوم، حبيس الصورة التي لطالما قدّمته، منذ عقود، كواحدٍ من أسماء الجيل الأوّل من "مدرسة فرانكفورت" النقدية، وهو تعريفٌ يكاد يغطّي على تطوّر مسيرته الفكرية وعلى بقيّة تفاصيلها.

فإلى جانب أعماله في النظرية النقدية، جنباً إلى جنب مع هيربت ماركوزه وماكس هوركهايمر، زميليه في "معهد البحث الاجتماعي" بفرانكفورت، وضع أدورنو أعمالاً في الأخلاق، وعلم الاجتماع، والموسيقى، وكذلك في المتيافيزيقا، وتاريخ الفلسفة، وفي نظرية المعرفة، والأدب، منوّعاً بين أشكال كتابه، حيث ينتقل بين المقالة الفلسفية التقليدية، والملاحظات، والشذرات، على طريقة نيتشه.

لدى منشورات "أمستردام" في باريس صدر حديثاً، للباحث الفرنسي جان باتيست فويرو، كتاب "ثيودور أدورنو: هيمنة الطبيعة"، وهو ثاني أعمال فويرو حول الفيلسوف الألماني الذي كان قد خصّص له، عام 2019، عملاً بعنوان "أدورنو ضدّ زمانه"، بحث فيه علاقة صاحب "لحظات موسيقية" بالمشاريع الفلسفية المعاصرة له.

الصورة
غلاف

يسعى فويرو، في كتابه الجديد، إلى هدفين: تقديم فلسفة أدورنو لقرّاء قد لا يعرفون معالمها بما يكفي، من جهة؛ وإحياء هذه الفلسفة، أو استنطاقها، انطلاقاً من مسألة معاصرة هي النقاشات حول مفاهيم الطبيعة، والبيئة، والإيكولوجيا السياسية.

الجديد الذي يقترحه الباحث الفرنسي في عمله هذا هو إيمانه بأن ثيمة هيمنة الطبيعة كافيةٌ لتشكّل خيطاً ناظماً يمكن من خلاله النظر إلى مجمل المشروع النقدي الأدورني، منذ كتابات الشباب وحتى آخر نصوص الفيلسوف، باعتبار أن مسألة الهيمنة هذه "تسمح بالتفكير، ضمن إطار واحد، في مواضيع الاستغلال في العمل، والبطريركية، والعنصرية، وهرميّة الأنواع، ومختلف أشكال التدمير البيئي"، بما يسمح بالوقوف على صورة شاملة لـ"النقد السيستميّ للمجتمعات الرأسمالية" الذي اقترحه أدورنو.

يتوزّع الكتاب ضمن ثلاثة فصول تتناول، بالتتالي، مسائل "الطبيعة والمجتمع في كتابات الشباب" (لدى أدورنو)، و"هيمنة الطبيعة"، و"مقاومة الطبيعة"، تسبقها مقدّمة بعنوان "إعادة قراءة أدورنو اليوم"، ويليها عددٌ من الملحقات السيَرية التي يعلّق عليها المؤلّف لشرح حياة الفيلسوف الألماني والترابط بين كتبه، لتسهيل الوصول إليها لدى قرّائه الجدد.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون