"جائزة محمود درويش" بنسخة تونسية... إلى الصغير أولاد أحمد

15 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 16 يونيو 2025 - 10:27 (توقيت القدس)
الصغير أولاد أحمد (صفحة باسم الشاعر على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُطلقت في تونس جائزة أدبية باسم الشاعر محمود درويش، مُنحت في دورتها الأولى للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد، تكريماً لمسيرته الشعرية التي جمعت بين الغنائية والنقد السياسي والاجتماعي.
- تميز أولاد أحمد بمواقفه التحررية من السلطة السياسية والدينية، ورفضه للجوائز الرسمية، حيث نشر أعماله على نفقته الخاصة، وعارض استغلال الدين لأهداف سلطوية بعد الثورة التونسية.
- ارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية، واعتبر نفسه "تلميذاً" لدرويش، مما أضفى رمزية خاصة على الجائزة التي تحمل اسم درويش بعد وفاته.

أُطلقت في العاصمة التونسية جائزة أدبية تحمل اسم الشاعر الفلسطيني محمود درويش، بمبادرة من مجموعة من المثقفين والأكاديميين. وقد مُنحت الجائزة في دورتها الأولى للشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد (1955–2016)، تكريماً لمسيرته الشعرية التي تميّزت بالمزج بين الغنائية والنقد السياسي والاجتماعي. وقد تسلّمت الجائزة زوجته وابنته في احتفال أُقيم الجمعة بمكتبة الكتاب.

ويُعد منح الجائزة لكاتب راحل خطوة تكريمية لافتة، إذ يعد ذلك تقليداً غير مألوف في الجوائز الأدبية. وقد مُنحت الجائزة لأولاد أحمد عن "مجمل أعماله الشعرية والأدبية، ولمسيرته الحافلة بالقيم الإنسانية"، وفقاً لما أعلنه القائمون على الجائزة. يترأس لجنة التحكيم الأكاديمي عبد الحميد لرقش، وتدعم الجائزة مؤسسات جامعية وثقافية من بينها: مركز الفنون للثقافة والآداب بقصر السعيد، وكرسي الإيسيسكو "ابن خلدون للثقافة والتراث"، وكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة.

كان أولاد أحمد قد اتخذ موقفاً مبكراً من الجوائز الرسمية، فاختار نشر أعماله الشعرية على نفقته الخاصة، ورفض جائزة الاستحقاق الثقافي لرئيس الجمهورية التي كانت ستُمنح له عام 1993 من نظام زين العابدين بن علي. كما خضعت أعماله للرقابة، فقد مُنع ديوانه الأول نشيد الأيام الستة من النشر عام 1985 في عهد بورقيبة، ولم يُطبع إلا بعد ثلاث سنوات. وقد تعرض للسجن لفترة قصيرة، ثم فُصل من عمله لمدة خمسة أعوام.

التزم مقولات التحرر من السلطة السياسية ومن الأصولية الدينية

لم يكن شعر أولاد أحمد منفصلاً عن واقعه الإنساني والسياسي، بل كان تعبيراً عن التزامه بالتحرّر من قيود السلطة، سواء أكانت سياسية كسياسات الحكّام، أو دينية بادّعاءاتها احتكار الحقيقة. وقد تجلّى موقفه هذا بوضوح بعد الثورة التونسية، إذ عارض استغلال الإسلام السياسي للدين بغرض تحقيق أهداف سلطوية، ما جعله عرضة لاعتداء لفظي وجسدي من مجموعات محسوبة على التيار السلفي عام 2012.

تُبرز مسيرته أن الشعر لديه لم يكن مجرّد مهنة، بل فعل إبداعي حر وموقف سياسي. وكانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في شعره ومواقفه، إذ إن وزارة الثقافة الفلسطينية نعتْه عند وفاته في بيان خاص أكدت فيه الأثر العميق لرحيله على المثقفين الفلسطينيين، واصفة إيّاه بأنه "من أبرز المناضلين بكتاباته ومواقفه من أجل فلسطين". ويضفي ارتباط اسمه بعد وفاته بجائزة محمود درويش بعد تسع سنوات من رحيله رمزية خاصة، لا سيّما أنه كان يعتبر نفسه "تلميذاً" لدرويش.

تميّز شعره بالغضب والسخرية معاً، وقد نال خلال حياته جائزة قرطاج العالمية للشعر عام 2011. ومن أبرز أعماله: "ليس لي مشكلة" (1989)، "تفاصيل" (1989)، "جنوب الماء" (1991)، "الوصية" (2002)، "حالات الطريق" (2013)، و"قيادة شعرية للثورة التونسية" (2013).

يُذكر أن جائزة محمود درويش التي أُطلقت في تونس ليست الوحيدة التي تحمل اسم الشاعر الفلسطيني الراحل، إذ تمنح مؤسسة محمود درويش للثقافة والإبداع في رام الله جائزة سنوية في ذكرى ميلاده، تُكرِّم من خلالها مبدعين فلسطينيين وعرباً وعالميين.

المساهمون