جائزة البوكر الدولية: "سفر الاختفاء" لابتسام عازم في القائمة الطويلة

01 مارس 2025
ابتسام عازم
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت لجنة تحكيم "جائزة البوكر الدولية" لعام 2025 عن القائمة الطويلة التي تضم 13 عملاً، منها رواية "سِفر الاختفاء" للروائية الفلسطينية ابتسام عازم، التي تتناول اختفاء الفلسطينيين وتأثيره على الذاكرة والهوية.
- تضم لجنة التحكيم شخصيات بارزة مثل ماكس بورتر وكالب فيمي، واختارت الأعمال من بين 154 رواية مترجمة من لغات متعددة، مما يعكس تنوعاً ثقافياً وأدبياً كبيراً.
- تشمل القائمة روايات بارزة مثل "Solenoid" و"Under the Eye of the Big Bird"، وسيتم الإعلان عن الفائز في مايو، حيث تبلغ قيمة الجائزة خمسين ألف جنيه إسترليني.

أعلنت لجنة تحكيم "جائزة البوكر الدولية" القائمةَ الطويلة لسنة 2025، والتي ضمّت 13 عملاً من بينها رواية "سفر الاختفاء" للروائية والصحافية الفلسطينية ابتسام عازم (مراسلة "العربي الجديد" في الأمم المتحدة بنيويورك)، والتي صدرت عن "منشورات الجمل" في 2014 وترجمها إلى الإنكليزية الروائي والشاعر العراقي سنان أنطون.

وصدرت الرواية، في ترجمتها الإنكليزية، عن منشورات "جامعة سيراكيوز" في الولايات المتّحدة عام 2019، ثمّ عن "دار آند أذر ستوريز" في المملكة المتّحدة عام 2024.

واختارت لجنة التحكيم 11 رواية ومجموعتين قصصيتين في القائمة الطويلة، من بين 154 رواية ومجموعة قصصية مترجمة نُشرت في المملكة المتّحدة وأيرلندا بين أيار/ مايو 2024 ونيسان/ إبريل 2025، وهو أكبر عدد من العناوين المتنافسة في تاريخ الجائزة المخصَّصة للروايات والمجموعات القصصية المترجَمة إلى اللغة الإنكليزية.

وترأّس لجنة تحكيم "جائزة البوكر الدولية" هذا العام الروائي البريطاني ماكس بورتر، الذي سبق أن وصلت روايته "لاني" إلى القائمة الطويلة للجائزة نفسها. كما تضمّ اللجنة الشاعر والمُخرج كالب فيمي، وسنا جويال؛ رئيسة تحرير ومديرة النشر في المجلّة الأدبية البريطانية Wasafiri، والكاتب والمترجم الكوري أنتون هور، والموسيقية بيث أورتن.

وتُرجمت الكتب التي وصلت إلى القائمة الطويلة عن العربية اليابانية والألمانية والفرنسية والإيطالية والهولندية والدنماركية والإسبانية والرومانية، إضافةً إلى لغة الكانادا لأوّل مرّة في الجائزة، وهي إحدى اللغات في الهند. وصدر 12 عملاً من هذه الأعمال عن دُور نشر مستقلّة، وهو أعلى رقم في تاريخ الجائزة.


"اختفاء" الفلسطينيّين

عن أسباب اختيارها "سفر الاختفاء" ضمن القائمة الطويلة، كتبت لجنة تحكيم "جائزة البوكر الدولية" بأنّ "رواية ابتسام عازم، 'سفر الاختفاء'، وهي ثاني أعمالها، رواية تخييلية تأمّلية آسرة، تُقارب بشكل استثنائي، نسج الذاكرة، والتاريخ، والجغرافيا النفسية. تنطلق الرواية من فكرة صادمة ومزعزعة، وجريئة في الوقت ذاته، وهي حدث اختفاء الفلسطينيّين بين ليلة وضحاها. تتحدّانا الكاتبة أن نتخيّل، ومن موضع التخيُّل هذا سيبرز تحدّي أن نقرأ بشكل مختلف، عكس التيار"، مضيفةً: "لهذه الرواية- الطروسية القديرة، المترجمة برشاقة ورصانة، رجع ومعان جديدة، اجتماعية- سياسية وأخلاقية وعاطفية، لها كلّها تبعات في المناخ الحالي".

وتدور أحداث الرواية حول حبكة تتخيّل فيها عازم اختفاء الفلسطينيين المفاجئ من جميع أرض فلسطين التاريخية في نفس الفترة التي صدرت فيها الرواية.

تتمحور الأحداث حول مدينة يافا، كرمز للمدينة الفلسطينية التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث اختفى/ طُرد أغلب أهلها في النكبة، وبين تل أبيب؛ المدينة التي ترمز للمحتل. وعلى الرغم من انطلاق الرواية من الحدث "الفانتازي" لاختفاء الفلسطينيين المفاجئ عام 2014، إلّا أنّها تعود للنكبة عن طريق ذاكرة علاء وجدّته اليافاوية، هدى، وتحاول لفت النظر لاختفاء كان قد حدث بالفعل خلال النكبة وبعدها، أي التطهير العرقي وطرد أغلب الفلسطينيّين من ديارهم (اختفائهم) عام 1948. لكن العمل الروائي ومن خلال الوجود الشبحي المفاجئ لاختفاء بقية الفلسطينيين يصبح بمثابة محاولة تحذّر من سيناريو محتمل لمحاولة طرد الفلسطينيين من جديد (اختفائهم).

سفر الاختفاء

تتعامل الرواية مع رد فعل المستعمر الإسرائيلي الممثّل بالعديد من التطوّرات؛ بما فيها ردود فعل أريئيل الصحفي و"جار" علاء، الفلسطيني الذي اختفى مع بقية أهله من الفلسطينيين. إذ يبدأ أريئيل بـ"البحث" عمّا حدث ويدخل بيت "صديقه وجاره" لينتهي به المطاف باحتلاله ومحاولة الاستيلاء عليه وعلى قصّته.

لكن الرواية تذهب أبعد من الانشغال بالمُستعمر الإسرائيلي لإظهار طريقة تعامله مع الحدث، وتُركّز بشكل رئيسي على معنى النكبة والذاكرة وأهمّيتها للناجين من الفلسطينيين والذين بقوا على أرضهم. كما تحاول التعامل مع معنى طرد المُستعمر من المخيّلة والتفكير والآثار النفسية للاستعمار الإسرائيلي والنكبة على الناجين.

وابتسام عازم من مواليد طيبة المثلث في الداخل الفلسطيني، درست في القدس ثمّ في ألمانيا، حيث حصلت على الماجستير في دراسات الشرق الأوسط والأدب الإنكليزي والألماني من "جامعة فرايبورغ". كما حصلت على ماجستير ثان في "العمل الاجتماعي" من "جامعة نيويورك"، حيث تعيش وتعمل كصحافية ومراسلة. وبالإضافة إلى "سفر الاختفاء"، أصدرت رواية قصيرة بعنوان "سارق النوم" (2011) عن "منشورات الجمل" كذلك. وستصدر لها مجموعة قصصية قريباً بعنوان "مدن الغريب".


مفاجآتٌ وكتب بارزة

على عكس توقّعات بعض النقّاد، غاب عن القائمة الطويلة كتاب "We Do Not Part"؛ وهو العمل الأخير للكاتبة الكورية هان كانغ، التي سبق أن فازت بالجائزة عام 2016.

ومن ضمن الأعمال البارزة في القائمة رواية "Solenoid" المكتوبة بالرومانية للكاتب ميرتشا كارتاريسكو، والتي تتمحور أحداثها حول الحقبة الشيوعية في رومانيا، ورواية الكاتبة اليابانية هيرومي كاواكامي "Under the Eye of the Big Bird"، التي تتحدّث عن مستقبل يقارب فيه البشر على الانقراض، وأيضاً رواية للألماني كريستيان كراخت، تتناول بأسلوب ساخر رحلة الكاتب مع والدته عبر سويسرا. 

وينتظَر أن تعلن اللجنة عن القائمة القصيرة، التي تتضمّن ستّة عناوين، في الثامن من نيسان/ إبريل المقبل، في حين ستعلن عن الفائز/ة في حفل خاصّ بلندن في العشرين من أيار/ مايو المقبل.

وتبلغ قيمة الجائزة للعمل الفائز خمسين ألف جنية إسترليني يجري تقاسمها بالتساوي بين المترجم والكاتب.

يُذكَر أنّ الكاتبة العمانية جوخة الحارثي كانت أوّل كاتب عربي يفوز بـ"جائزة البوكر الدولية" عام 2019 عن روايتها "سيّدات القمر"، بالمشاركة مع الأكاديمية والمترجمة الأميركية مارلين بوث التي ترجمتها من العربية.

آداب وفنون
التحديثات الحية
المساهمون