استمع إلى الملخص
- يضم المعرض لوحات "القطران" التي تدمج بين الشعارات البصرية لحركات التحرر السوداء، وأعمالاً تركيبية مثل "التضحية في أوقات إشكالية" و"كوخ لكوم"، التي تربط بين تاريخ الأميركيين السود والثقافة اليابانية.
- يسعى غيتس إلى بناء جسر بين الثقافتين من خلال الأفلام، حيث يُعرض فيلم عن فرقة موسيقية يابانية تعزف البلوز، وآخر يُصور إيشيتاني وهي تتلو خطاب مالكولم إكس الأخير باللغة اليابانية.
حتى السادس من إبريل/ نيسان المقبل، يتواصل في "غاليري وايت كاب" بلندن معرض "1965: ماكولم في الشتاء: تمرين ترجمة" للفنّان وأستاذ الفنون البصرية الأفروأميركي ثيستر غيتس، الذي افتُتح في السابع من الشهر الجاري.
الفنّان المتخصّص في الحِراكات الاجتماعية، حاز على إقامة فنّية في اليابان عام 2004، بمجال الخزف، وهناك تعرّف على الصحافي الياباني الراحل إي ناغاتا وشريكته هاروهي إيشيتاني، الشاهدَين على لحظة اغتيال الناشط الحقوقي مالكوم إكس في نيويورك في 21 شباط/ فبراير عام 1965.
بعد خمسين عاماً على الاغتيال، استعان غيتس بأرشيف ناغاتا وإيشيتاني اللذين قرّرا نقل رسالة إكس إلى الخارج عبر توثيق الأشهُر الأخيرة من حياته، وتداعيات مقتله، وتسليط الضوء على تيارات حركات التحرّر في أوساط الأميركيّين السُّود، وخاصة عند اليسار الياباني الذي ناضل ضدّ ماضي الاحتلال الأميركي لبلادهم.
يضيء المعرض دور الفنّ في بناء الحركات السياسية المناهضة لعدم المساواة والعنصرية الاجتماعية
واختار مفردة "ترجمة" في عنوان معرضه، في إشارة إلى المقارنة بين كفاح السُّود في الولايات المتحدة للحصول على حقوقهم، وبين الحركات الاشتراكية حول العالم، ومن خلال طرح تساؤلات حول علاقة الفنان بهذه الأيديولوجيات، وكيف تُروى القصص عنها، ودور الفنّ في بناء الحركات السياسية المُناهضة لعدم المساواة والعنصرية الاجتماعية.
في سلسلة "لوحات القطران" المعروضة، يقدّم المعرض معجم شعارات حركات التحرّر السوداء مثل: "منظّمة الوحدة الأفرو-أميركيّة" (OAAU) وحزب الفهود السُّود، والمكوّنة من ثلاث لوحات مثبّتة على هياكل خشبية على طول المعرض، التي يدمج فيه اللغة مع الأيقونات البصرية، إلى جانب مجموعة أُخرى بعنوان "إعلانات سوداء" مؤلّفة من سبعة أعمال، وهي عبارة عن شاشات صناديق ضوئية متحرّكة مثبّتة على الحائط تعتمد على اللغة البصرية للدعاية والإعلان، وفيها صور من الفنّ الأفريقي جنباً إلى جنب مع نَصٍّ ياباني من أرشيف إيشيتاني.
ويضمّ المعرض أيضاً عملاً تركيبياً بعنوان "التضحية في أوقات إشكالية" المكوّن من حوالي 1000 وعاء من أواني ساكي اليابانية التقليدية تم إنتاجها في فترة إيدو (1603 - 1868)، وكذلك عمل "كوخ لكوم" الذي يركّز على التقاطعات بين تاريخ الأميركييّن السُّود ومنظومة الأخلاق في الثقافة اليابانية.
جسر بين ثقافتين يسعى غيتس إلى تأسيسه من خلال الأفلام أيضاً، حيث يتناول واحد منها فرقة موسيقية يابانية كانت تعزف موسيقى البلوز، كما يُصوّر فيلم ثانٍ إيشيتاني وهي تتلو أحد خطابات مالكولم إكس الأخيرة: "آفاق الحرية" (1965)، باللغة اليابانية حيث ترجمته بالتعاون مع ناغاتا.
يُذكَر أن ثيستر غيتس حاز درجة الماجستير في الفنون الجميلة والدراسات الدينية من "جامعة كيب تاون" بجنوب أفريقيا عام 1998، ويعمل مدرّساً في "جامعة شيكاغو"، وأقام معارض عدّة في النمسا وفرنسا وسويسرا وإيطاليا وبريطانيا والصين واليابان، إلى جانب الولايات المتّحدة الأميركية.