تيسير حامد.. حوار لوني في جسد المدينة

تيسير حامد.. حوار لوني في جسد المدينة

21 ابريل 2021
(من أعمال تيسير حامد)
+ الخط -

يعدّ اللون العنصر الأساسي في لوحة تيسير حامد حيث يحشد تلك التفاصيل الصغيرة جداً في بناء يشبه حياكة النسيج التقليدية على السطح لتشكّل مشهداً بانورامياً يتداخل فيه الشخوص والعمائر والمناظر الطبيعية تحكمها علاقات لونية وكأنها في حوار أو جدل لا ينتهيان.

يستخدم الفنان التشكيلي المصري (1955) الألوان الزيتية والمائية والأكريليك على سطح القماش أو الورق، في أسلوبه التجريدي الذي يمتزج بلغة تعبيرية حسّية من خلال كتلٍ تتشابك في زخرفاتها وهندستها وكتاباتها بما يحاكي انثناءات وانحناءات الجسد.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

 

يتيح قطاع الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة المصرية على منصّته الإلكترونية جولة افتراضية لآخر معارض حامد الذي أقيم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي في "مركز الجزيرة للفنون"، حيث يمكن مشاهدة سبع وثلاثين لوحة بأحجام مختلفة.

في تجربته الجديدة، تحضر المرأة بانفعالاتها وسلوكياتها الشخصية والاجتماعية كمفردة رئيسة يتعامل معها وفق رؤيته التي صاغها خلال أكثر من ثلاثة عقود، مع نسجه العديد من الرموز والرسوم ذات الدلالات المتناغمة في إيقاعات لونية تحيل المتلقي إلى ذاكرة بصرية ممتدّة تتصل بالتراث العربي الإسلامي لكنها تبدو أكثر قرباً من الواقع ومن اللحظة الراهنة.

الصورة
(من المعرض)
(من المعرض)

 

اشتغل حامد في معارض سابقة على مدينة القاهرة عبر الغوص في معمارها على طريقته في التجريد الذي يشفّ عن عناصر كثيرة استعيرت من الواقع لتشكّل عالماً جديداً من النوافذ والأبواب والبنايات التي تظهر كفضاء شاسع ومكتظ يُنظر إليه من علٍ أو من بعد مسافة طويلة جداً، ولا حدود لاضطرابه وقلقه وانفعاله الذي يحاكي طبيعة الحياة اليومية دون إبراز ملامحها بوضوح.

وفي هذه الهندسة اللونية المسبوكة بصبر وتأنٍ، تتراءى تفاصيل اللوحة كأجساد ملتفة فوق بعضها تعبّر عن حميمية لقائها بالمكان، وكأنها جزء لا يتجرأ من تضاريسه ومعالمه وروحه، وهي متجذرة فيه وملتصقة به في عناق لا فكاك وتحرّر منه.

ويذهب حامد إلى معادلة ثابتة في اختيار ألوان زاهية أو مبهجة أو متناغمة على نحو لا ينفصل البعد الجمالي في تشكيلاتها عن إمساكه بذلك الغموض والتوتر الذي يهمين على أجسادنا في تفاعلها مع الأمكنة في مستويات مركّبة من الحنين والتعلّق والإحساس بالاغتراب والتناقض أحياناً.

يُذكر أن تيسير حامد حاز درجة البكالوريوس في طباعة المنسوجات من كلية الفنون التطبيقية في القاهرة عام 1978، وشارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية في مصر وخارجها، وبعض أعماله مقتناة في عدد من المتاحف العربية.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون