استمع إلى الملخص
- من المعروضات البارزة قارب جنائزي خشبي وتابوت الأميرة سوبديت إم هاوت، الذي يُعرض بعد اكتشافه وبيعه في مزاد عام 2014، ويُعتقد أنه خرج من مصر بشكل غير شرعي.
- يضم المعرض أعمالاً فنية معاصرة مستوحاة من الميثولوجيا المصرية، مثل رسمات وأزياء ومجوهرات وأفلام، بالإضافة إلى غلاف مجلة الكوميكس المصرية "العصبة".
شكّلت الميثولوجيا المصرية القديمة موضوعاً أثيراً في لحظة الحداثة الأوروبية، خاصّة في مجال الفنون، مع اختلاف منظور كلّ فنان إليها. ثم أصبحت عنصراً أساسياً في نشوء المشهد التشكيلي المصري مع بدايات القرن الماضي، ولا تزال حاضرة إلى اليوم في ثقافات عديدة.
تمثّلات حضارةٍ امتدّت منذ نهاية الألف الرابع قبل الميلاد، يضيئها معرض "تصنيع مصر"، المقام حالياً في "متحف فكتوريا وألبرت" بلندن، ويتواصل حتى الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر المُقبل، حيث يُعقد على هامشه جلسات دراسية موجّهة للطلبة.
يستكشف المنظّمون كيف استمرّ تأثير الحكايات والنقوش على الفن والتصميم والثقافة الشعبية حول العالم إلى اليوم، من خلال استعراض نماذج مختارة من الآثار الفرعونية مع أخرى صممّها فنانون معاصرون بهدف إقامة حوارٍ جمالي وفني بين زمنين.
يضمّ المعرض أكثر من مئتي قطعة تمثّل أكثر من خمسمئة وخمسة آلاف عامٍ، في ثلاثة أقسام يركّز أولها على سرد القصص الذي راكم مدونة نصوصٍ تفوق أضعاف ما تركتها حضارة أخرى، والثاني حول التواصل بين الحياة الدنيا والآخرة في الثقافة المصرية، والثالث حول آلية تصنيع الفن المصري القديم.
تُعرض أزياء وقصص مصورة وأفلام تستعير رموزاً مصرية قديمة
يُعرض قارب جنائزي خشبي يبلغ عمره حوالي 3000 سنة، ويعود إلى فترة المملكة الوسطى في مصر، حيث كان يُستخدم للمساعدة في نقل الموتى إلى الحياة الآخرة، وفق المعتقدات الدينية التي تنصّ على مرافقة مجموعة من الأواني والأدوات في تلك الرحلة، إلى جانب أقنعة جنائزية مزخرفة وأكفان كتانية يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.
من بين الأعمال المعروضة، تابوت الأميرة سوبديت إم هاوت الذي يبلغ ارتفاعه نحو مترين، ويرجع تاريخه إلى أواخر الأسرة الخامسة والعشرين وأوائل الأسرة السادسة والعشرين، وترتدي الأميرة زيّاً مجنحاً على شكل شخصية تركع لإلهة السماء نوت، وتتشح بياقة عريضة من الخرز، وكذلك باروكة شعر مجعدة يعلوها غطاء رأس نسر.
لكن بيان المعرض لم يشر إلى أن التابوت ظلّ مفقوداً إلى أن كُشف عن تفاصيل اكتشافه ومكان العثور عليه عام 2014، حيث تمّ بيعه علناً في "دار سوثبيز للمزادات"، ويُعتقد أنّه من الآثار التي خرجت من مصر بشكل غير شرعي بعد ثورة يناير، ليعرض بعد ذلك في "متحف الفنون الجميلة" بمدينة هيوستن الأميركية لستّ سنوات.
ونقلاً عن "سوثبيز"، فإن بيانات المنشأ الخاصة بالتابوت توضّح أنّه أتى به من مدينة هيراكليوبوليس الكبرى أو من مقبرة طيبة في مصر، واكتشف لأوّل مرّة عام 1843، ومن ثم انتقل عبر عدّة مجموعات فرنسيّة خاصّة، إلى أن تمّ عرضه في مزاد علني، ولا توجد مطالبات مصرية جادة باستعادته حتى اليوم.
ويعرض أيضاً رسم حديث من بداية القرن العشرين للفنانة البريطانية لانسلوت كرين يصوّر الملك حورمحب آخر فراعنة الأسرة الثامنة عشرة، وهو يقدّم الشراب للإلهة حتحور؛ إلهة السماء والسعادة والخصوبة، وكانت ترسم على هيئة بقرة، أو امرأة لها أذنا بقرة أو على رأسها قرنان.
بالإضافة إلى أزياء معاصرة، ومجوهرات، وقصص مصورة، ورسوم توضيحية، وأفلام، وألعاب، ومنحوتات، وأوانٍ خزفية تحمل جميعها معتقدات وقصصا وشخصيات من مصر القديمة، وغلاف للعدد الأول من مجلة الكوميكس المصرية "العصبة" اعتمدت ستّة أبطال من مراحل مختلفة من التاريخ المصري، فرعونية وقبطية وإسلامية ومعاصرة، لمناقشة قضايا وأحداث راهنة.