ترميمات بلا أُفق.. بيوت القصبة لا تزال على حالها

ترميمات بلا أُفق.. بيوت القصبة لا تزال على حالها

13 ديسمبر 2020
(من حي القصبة في الجزائر العاصمة)
+ الخط -

يعتقد متابعون للشأن الجزائري بأن ملفّ ترميم حيّ القصبة العتيق في مدينة الجزائر العاصمة يتصدّر ترتيب ملفّات الفساد في القطاع الثقافي من حيث حجم الأموال المنهوبة، متفوّقاً بذلك على مجالات أخرى مثل دعم الإنتاج السينمائي ودعم الكِتاب وتنظيم المهرجانات وما يُسمّى العواصم الثقافية؛ فرغم أن هذا الملف ابتلع منذ عام 2012 وإلى اليوم قرابة 800 مليون دولار أميركي، بحسب أرقام غير رسمية، فإنَّ بيوت القصبة ومعالمها المتداعية لا تزال على حالها.

في 2011، أنشأت وزارة الثقافة الجزائرية جهازاً أطلقت عليه "الوكالة الوطنية للقطاعات المحمية" وأتبعتها بعد عام من ذلك بإطلاق "المخطّط الدائم لحماية القصبة" من دون إحراز تقدّم يُذكر في عمليات الترميم، قبل أن يجري سحب الملف مِن الوزارة وإسناده إلى ولاية الجزائر. وخلال هذه الفترة، انتقلت ملفّات الترميم بين عددٍ من الشركات الوطنية والأجنبية.

اليوم، وبعد قرابة ثماني سنواتٍ من إطلاق المخطط، لا تزالُ مقاربة الدولة الجزائرية لملفّ الترميم تُراوِح مكانها. هكذا، نقرأ في خبر أوردته "وكالة الأنباء الجزائرية" عن ترؤس الوزير الأول، عبد العزيز جرّاد، الثلاثاء الماضي، مجلساً وزارياً مشتركاً لدراسة "الملف المتعلق بحماية قصبة الجزائر" بمشاركة وزراء الداخلية والمالية والثقافة والسكن والسياحة، إضافةً إلى ولاية الجزائر.

لوّحت "يونسكو"، في وقت سابق، بسحب القصبة من قائمة التراث العالمي

يردُ في الخبر حديثُ المسؤول الجزائري عن "الجهود التي تبذلها الدولة في مجال إعادة تأهيل هذا الموقع التاريخي والحفاظ عليه، والالتزامات المتَّخذة لحماية هذا التراث الوطني والعالمي وحفظه"، لكنّنا لن نقرأ شيئاً عن نسبة ما تمَّ تحقيقُه، ولا عن أسباب تعثُّر مسار الترميم، ولا نية لفتح أيّ تحقيقات حول شبهات الفساد التي تحوم حول الملف، مع العلم أنَّ حملة "مكافحة الفساد" التي طاولت عدداً من المسؤولين في فترة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لم تقترب من هذا الملف.

وفي شباط/ فبراير الماضي، أعلن والي الجزائر يوسف شرفة، عن وضع ورقة طريق جديدة في "وقت قريب" لتدارك التأخير في عمليات ترميم إحدى معالم القصبة؛ "قلعة الجزائر" التي تمتدُّ على مساحة هكتار ونصف وتقع على علو 118 متراً عن سطح البحر، ويعود تاريخ تشييدها إلى عام 1516 من طرف الأخوين التركيين خير الدين وعرّوج برباروس، ووعد باستكمال "ما تبقّى مِن عمليات الترميم في الآجال المحدَّدة لتصبح القصبة وجهةً ثقافيةً وسياحية بامتياز".

يتزامن اللقاء مع مرور ثمانية وعشرين عاماً على تصنيف القصبة من قبل "يونسكو" ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني. وفي هذا السياق، كشف جرّاد عن العمل على إعداد تقرير حول وضعية قصبة الجزائر لإرساله إلى "مركز التراث العالمي" التابع لـ "يونسكو"، تحسُّباً لدورته الرابعة والأربعين التي يُنتظَر عقدُها العام المقبل.

وبسببٍ الوضع المتردّي الذي تعيشه القصبة، لوّحت "يونسكو"، في وقت سابق، بسحبها من قائمة التراث العالمي، مشيرةً في تقرير لها عام 2013 إلى انتقال حالة الخطر الذي يُحيق بالحيّ العتيق إلى درجاتٍ غير مسبوقة.

آداب وفنون
التحديثات الحية

المساهمون