بَتلاتٌ تساقطُ في بيت نسيانك

بَتلاتٌ تساقطُ في بيت نسيانك

01 ديسمبر 2020
تشياغو بونسي دي مورايش
+ الخط -

كتابة

لستَ قادراً على تخيّلِ أيّ لغةٍ كانت-
والصباحُ ينكسرُ مثلُ جرحٍ على شفتَيك.
تفتحُ فمكَ، ولا تنزِفُ منه طيلة النَّهار
سوى كلمةٍ واحدة.

بَتَلاتُ الورود: تتساقطُ في بيتِ نسيانِكَ.
وأوراقُ الشجرِ على الأرض وظلالُ أوراقِ الشجر
حيثُ يفيضُ الطريق. الليلُ
لا يحتاجُ إلى نجوم.

أوراقُكَ تتناثرُ منها الرّمال،
وما تزال الكلمةُ نوراً:
ولا شيء يضيعُ أبداً.

■ ■ ■

صخور بركانيّة

من أعالي هذا النّهار حيث ينتشرُ بعض الضوء،
يرتدّ صدى ظلال مايو في حضورِ المساء.

شجرةُ الكرز تُلوّحُ بزَهرِها -
مرتجفاً ومتردداً على التراتيل التي يتخلّلها آخر الصيف.

يزرعُ كويكبُ سيريس في البذور
نسيانَه الفاضح.
بوركتَ يا سيريسَ العظيم
الذي تجعلُ كلّ شيءٍ يزدهرُ بالكلمات.

تُحدّثُ المُروجَ القرمزيّة، في سويعاتِ
المساء.

و
سكراناً نعِساً
تؤسّسُ اسمك.

■ ■ ■

النجوم

دائماً هذا، ودائماً الآخر، أو ربما لا هذا ولا الآخر.
- ÁLVARO DE CAMPOS

تقتربينَ من هذا الاسم بالكلماتِ القصيّة،
وباسمكِ الذي تمزّقه الجذور
التي تبحثُ عن الملح.

تُربِكين استراحةَ النَّهار إذا أشرقْتِ
وتفضَحين حقيقةَ الناس
الذين يجدون صباحاً حقيقياً
في نهار الكلمات.

نبراتُكِ حزينةٌ
مفضوحةٌ في اللحن الغافي
بين الكلمةِ المسموعة والكلمةِ المكتوبة.

تعطّلُين الأسماء، وتقاربين الأصواتَ من ألفِ طريقٍ وطريق.
وفي هاويةِ الكلمات
تسقُطين.

■ ■ ■

اندروميدا

لا وجودَ للعقل.
هناكَ في الغالب نجومٌ وأشواق.

افتح كتاباً وستعرف كم عدد الأبراج التي لن تَسلُبَ لُبّك.
ترغبُ وأنت تداعبُ شَعرَكَ الرمادي في أن يكون هذا
هو الملاذ الذي تبحثُ عنه،
الكلمةُ موجودةٌ هناك
ولكنها تنزلقُ من بين أصابعك.

لديك ذكرى واحدة فقط، تلتمعُ وتخفتُ،
تشتعلُ وتنطفئ، كلما استرجعتَها.
احتفظْ بذكرياتِكَ على شكلِ ألوانٍ،
حتى الذكريات الميّتة،
وألحِقها بهمسةٍ من صوتِك.

لا شيء
لا أكثرَ النجوم لمعاناً، ولا حتى أكثر الأشواق ضراوة:
كلُّ اكتمالٍ مجردُ نقص: الحبّ/ والزمن.
ولكنكَ ما زلت تتمتّعُ بشَعرِكَ الرّمادي الذي اتّكأتَ عليه
طيلة حياتك، رافعاً وجهَكَ صوبَ السّماء.

■ ■ ■

جمال عابر

ليس الجمال الذي تخلقينه
ما يعانق الأبدية بلطف في عينيّ
بل جمالك الداخلي.
أشعر بأصابعك تستريح بخفةٍ على رقبتي
هناك تحت الأشجار حيثُ تمنحُنا الطبيعة ظلَّنا.
شفتاكِ العابرتان، بشرتُك
تبدّدُ صوتي: إلى مجرد لحظات هاربة من الظهيرة.
تنامين على صدري وتُلقينَ عليّ ظلّكِ وشَعرَكِ،
جمالُك الداخلي العابر
هو كلّ ما أحتاجُه حقاً.

 

*ترجمة: عماد الأحمد

 

بطاقة تشياغو بونسي دي مورايش (Thiago Ponce de Moraes) شاعر وناقد وأستاذ جامعي برازيلي، من مواليد ريو دي جانيرو عام 1986. من مجموعاته الشعرية: "الشبح" (2006)، و"إيماءات كسولة أو لا شيء" (2010)، و"ينحني فوق الضوء" (2016). نُشرت مختارات ثنائية اللغة من شعره بعنوان Glory Box في المملكة المتحدة عام 2016، وسينشر كتابه الجديد هذا العام بعنوان "مساحة للرثاء" Espacelamentos. كما صدر له كتابان نقديان.

المساهمون