بيدرو مارتينيث مونتابيث.. غياب حارس العربية في إسبانيا

بيدرو مارتينيث مونتابيث.. غياب حارس العربية في إسبانيا

14 فبراير 2023
بيدرو مارتينيث مونتابيث (1933 – 2023)
+ الخط -

يعدّ الباحث والمستعرب الإسباني بيدرو مارتينيث مونتابيث (1933 – 2023) الذي رحل اليوم الثلاثاء في مدريد، أحد أبرز دارسي التراث الأندلسي وكلاسيكيات الأدب العربي، كما ساهم في تقديم العديد من الكتّاب العرب إلى الناطقين بالإسبانية من خلال ترجمة عدد من أعمالهم.

وُلد الراحل في بلدة خودار بمنطقة خاين (جيّان) الأندلسية، وانتقل مع عائلته بعد انتهاء الحرب الأهلية في بلاده إلى العاصمة الإسبانية، حيث درس في كلية الآداب بـ"جامعة كومبلوتنسي" ونال منها درجة الدكتوراه في فقه اللغات السامية والتاريخ عام 1963، وعمل قبل ذلك مديراً لـ"المركز الثقافي الإسباني" في القاهرة كما درّس في جامعاتها لأكثر من سبع سنوات، وجمعته صداقات مع نجيب محفوظ، ويوسف السباعي، وصلاح عبد الصبور، ويوسف إدريس وآخرين.

التحق مونتابيث بعدد من الجامعات الإسبانية، حيث كان أستاذاً لتاريخ الإسلام في "جامعة إشبيلية"، ومدير قسم اللغة العربية والإسلام و"معهد الدراسات الشرقية والأفريقية" في "جامعة مدريد المستقلة" التي كان أول رئيس منتخب بها بين عامَي 1978 و1982، عقب دكتاتورية فرانكو.

عُرف عنه دفاعه عن الحقوق الفلسطينية والعربية منذ ستينيات القرن الماضي

اهتمّ في كتاباته بدراسة التراث العربي والإسلامي الذي اعتبره أحد أبرز المكونات الرئيسة للثقافة الإسبانية ولشخصية المواطن الإسباني حتى اليوم، سواء في تأثيراته الحاضرة في الفنون والآداب أو في ثقافة الطعام والشراب والعادات والتقاليد وغيرها.

عُرف عنه دفاعه عن الحقوق الفلسطينية والعربية منذ ستينيات القرن الماضي، وشغل منصب رئيس "جمعية أصدقاء الشعب الفلسطيني" في إسبانيا، كما ألّف العديد من الكتب من بينها: "شعراء المقاومة الفلسطينية" (1974)، و"القصيدة هي فلسطين.. فلسطين في الشعر العربي الراهن" (1980).

في مقابلة سابقة مع "العربي الجديد"، يقول مونتابيث: "أنا أناضل من أجل العدالة، فالفلسطينيون أصحاب حقّ واضح وضوح الشمس، وهم مظلومون جدّاً، وبقاؤهم تحت الاحتلال الصهيوني الهمجي إلى حدِّ الآن هو وصمة عار على جبين البشرية. لقد استغل المشروع الصهيوني الدين لأبعاد سياسية، وكان استغلالاً قذراً".

ترجم إلى الإسبانية قصائد لشعراء عرب معاصرين، منهم: محمد مهدي الجواهري ونزار قباني وفوزي كريم

عيّن مونتابيث في تشرين الثاني/ نوفمبر 1996، عضواً في "المحكمة الدولية للجرائم ضدّ الإنسانية" التي ارتكبت في العراق، وهي مبادرة مدنية للمثقفين والسياسيين والمهنيين القانونيين المعارضين للعواقب المأساوية للحظر على السكان المدنيين في العراق.

وفي المقابلة ذاتها، يشير إلى أن "الأندلس ليست مجرّد قصر صارخ الجمال، وليست مجرّد مرحلة تاريخية عابرة، إن الأندلس هي جوهرة حقيقية نادرة في تاريخ التعايش الإنساني الحضاري. ولا أعتقد أن أوروبا أو حتى العالم عرف فترة مثلها، إذ لم يدوِّن التاريخ البشري زمناً يزيد على الأربعمائة عام كان يعيش فيه المسلمون والمسيحيون واليهود بهذا التوافق والانسجام والاستقرار العميق".

وضع  مونتابيث العديد من المؤلّفات مثل: "استكشافات في الأدب العربي الجديد" (1977)، و"الأدب العربي اليوم" (1978)، و"العرب والبحر الأبيض المتوسط" (1999)، و"لماذا العراق؟" (2003)، و"مأساة العرب الكبرى" (2003)، و"العالم العربي وتغيّرات القرن" (2004)، و"تطلّعات الغرب والحرمان العربي" (2008).

وترجم إلى اللغة الإسبانية قصائد لشعراء عرب معاصرين، منهم: محمد مهدي الجواهري، ومحمود درويش، ونزار قباني، وجبران خليل جبران، عبد الوهاب البياتي، وبلند الحيدري، وفوزي كريم، وخالد الشوّاف.

المساهمون